عبد الهادي حبتور من جدة
هل يغير شباب وشابات الأعمال المعادلة الانتخابية لعضوية مجلس إدارة غرفة جدة على غرار ما حدث في غرفة الرياض؟، ويحولون دفة الاتجاه نحو التطوير والتحديث بعيداً عن الفكر الإداري التقليدي الموجود حالياً كما يصفونه. تبدو الصورة أكثر وضوحاً عندما نتفحص قائمة أسماء المرشحين لمجلس إدارة غرفة جدة حتى الآن، حيث يغلب طابع الشباب على نسبة كبيرة من المرشحين في إشارة واضحة لرغبة الجيل الجديد في الحصول على فرصة إدارة شؤونه وفقاً لمتطلبات العصر. تقول لـ ”الاقتصادية” رانيا سلامة، إحدى المرشحات الشباب أن فكرة الترشح لانتخابات مجلس الإدارة لم تكن واردة بالنسبة إليها، لكنها تستطرد: ”لكن بطرح الفكرة من بعض سيدات ورجال الأعمال ومناقشتها قمت بترشيح نفسي لثلاثة أسباب، الأول أنني أمضيت نحو سبع سنوات في رئاسة وعضوية عدد من لجان الغرفة، والمشاركة في تنظيم عدد من البرامج والفعاليات، وبالتالي أصبحت لدي خلفية جيدة عن عمل الغرفة وتطلعات واضحة لتعزيز الإيجابيات والتطوير، خاصة فيما يتعلق بريادة الأعمال وهو ما سأقوم بالتركيز عليه في برنامجي”.
أما الهدف الثاني فـ ”إنني ابنة جدة، وأدرك أهمية الدور التجاري الذي تمثله هذه المدينة منذ القدم، وأهمية الغرفة كواجهة للتعريف بهذا الدور من جهة وخدمة أصحاب الأعمال من جهة أخرى، وثالثاً لأن وجود سيدات أعمال ذوات تجربة في العمل الحر، وصاحبات خبرة في العمل العام أمر مهم جداً في الانتخابات ليعكس صورة وإنجازات سيدات الأعمال في جدة وفي المملكة بشكل عام”. وتؤكد سلامة أن وجود عضوات في مجلس الإدارة الحالي لا شك أنه رفع سقف التوقعات لدى سيدات الأعمال ولا سيما الشباب، وتتابع ”لا بد أن تستمر تجربة عضوية المرأة في غرفة جدة، وأتمنى من كل سيدة أعمال تملك الخبرة والقدرة على العطاء أن تخوض التجربة الانتخابية، فلا يوجد خاسر في منافسة شريفة تمنحنا الفرصة للتعرف على المرشحين ومناقشة أفكارهم، وعن نفسي سأخوض الانتخابات بجدية وأنا أسعى للفوز، ومستعدة لتقبل الخسارة شريطة أن أهنئ مرشحة أخرى بفوزها، فلا أتمنى أن نستقبل هذه الدورة بدون عضوات في مجلس الإدارة”.
من جهتها، أوضحت داليا الشريف أحد المرشحات الشباب إن ترشحها يأتي لضخ دماء جديدة وشابة في مجلس إدارة الغرفة، وأضافت ”نريد تغيير الفكر التقليدي السائد”. من جانبه، يرى عبد العزيز السريع رئيس اللجنة الصناعية في غرفة جدة وأحد المرشحين أن وجود الشباب ومنافستهم للكهول أمر جيد، ويفسر ذلك بقوله: ”الأمر عبارة عن دمج بين الخبرة والشباب وهو أمر ممتاز ويعطي فرصة أكبر للتطوير، وبرأيي دخول الشباب دليل على تطور وتحسن الأوضاع في الفترة الأخيرة”. وأوضح السريع أن ما دعاه للترشح هو الرغبة في خدمة قطاع الأعمال، ولا سيما المجال الصناعي الذي يتقن العمل فيه على حد وصفه، ويردف ”هناك أهداف رئيسة موضوعة في الغرفة وهي مقتبسة من الوزارة، ولكن بحكم السنوات التي قضيناها في الصناعة فإن تواجدنا في الغرفة التجارية لدعم وتطوير الصناعة سيكون جيداً، وخلال الفترة الماضية استطعنا تطوير أمور كثيرة في القطاع الصناعي سواء من اللقاءات والاجتماعات، ونؤكد أننا سنخدم كل قطاعات الغرفة إلى جانب المجال الصناعي”. بدوره، رفع رجل الأعمال عصام ناس حدة المنافسة بين المرشحين منذ بدايتها بإعلانه تخصيص مجمع كامل للشباب والأسر المنتجة يحوي نحو 60 محلاً ستعطى لهم بدون مقابل لمدة سنتين، وقال ”بحلول منتصف رمضان سيتم تسليم 60 محلاً لشباب الأعمال والأسر المنتجة في مجمع ناس تاون شمال جدة، وهي مجهزة بالكامل، وليس عليهم سوى جلب بضاعتهم والعمل مباشرة”. وقال ناس: إن دخول الشباب للمنافسة على مقاعد مجلس إدارة غرفة جدة يمثل شرفا للجيل القديم، وأضاف: ”نحن نؤيد بشدة دخول الدماء الجديدة ونرى أن الشباب هم المستقبل ولا يضايقنا وجودهم حتى لو كان ذلك على حسابنا”. إلى ذلك، أتفق الدكتور مطلق الحازمي رئيس قطاع اللجان السابق في غرفة جدة بوجوب دعم الشباب والوقوف إلى جانبهم وأهمية حصولهم على فرصتهم كاملة، ولفت إلى أنه رشح نفسه متكئاً على خبرة تتجاوز 20 عاماً في إدارة قطاع اللجان في الغرفة، وقال ”أعرف كل الإيجابيات والسلبيات ونقاط الضعف والقوة ولدي علاقة كبيرة وقوية بالأنشطة الاقتصادية ورجال الأعمال، وكل هذا يساعد الغرفة، لم آت من أجل المنظرة لأقول أمام الناس: إنني عضو مجلس إدارة، بل للعمل والإنجاز الجاد”. من جانبه، أكد لـ ”الاقتصادية” فيصل شيخ، منسق لجنة الانتخابات في غرفة جدة أن إجراءات تسلم ملفات المرشحين مستمرة بوتيرة أسرع بعد تزايد الأعداد خلال اليومين الماضيين، ولفت إلى أنه تم رد بعض المتقدمين لعدم اكتمال الاشتراطات المطلوبة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن بعضهم تقدموا بطلب استثناء من وزير التجارة، حيث إن لديهم سجلا تجاريا مضى عليه عام، وحاصلين على شهادة جامعية، مبيناً أن المادة 21 نصت على جواز طلب استثناء من الوزير.