متعب الروقي من جدة

كشفت لـ “الاقتصادية” مسؤولة في لجنة شابات الأعمال حجم منشآت شابات الأعمال في السعودية بين الصغيرة ومتناهية الصغر وفقاً لدراسة تمت أواخر العام الماضي، وأن عدد الموظفين في هذه المنشآت لا يتجاوز نحو 50 شخصا، وبرساميل لم تتجاوز في مجموعها مليون ريال.

وأشارت المسؤولة إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه رائدات الأعمال هي ضعف المعرفة وضبابية المعلومة، ما أدى إلى افتقاد الثقة في التسهيلات التي يتم الإعلان عنها، لافتة إلى أن عدم معرفة شابات الأعمال بالفرص التي تقدمها الجهات الحكومية لدعم المنشآت الصغيرة وعدم وضوح شروط الحصول على بعض التسهيلات والخدمات ما زالا يقفان عائقاً أمام تقدمهن.

وقالت رانية سلامة رئيس لجنة شابات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية في جدة: “من العوائق التي تواجه شابات ورائدات الأعمال هي صعوبة الوصول إلى أصحاب القرار في القطاع العام والخاص لعرض خدمات منشآت الشابات، وذلك لأن صانع القرار في القسم الرجالي قد لا يكون مهيأ لاستقبال النساء، وأما القسم النسائي فغالبا لا يملك صلاحيات اتخاذ القرار”، مبينة عدم وجود آلية لمعرفة العقود والفرص المتاحة للتقديم لدى كل جهة.

وترى سلامة أن الارتباطات الاجتماعية أيضاً تقف عائقا أمام شابات الأعمال، بحيث إن ارتباط الشابة بولي أمرها ومقر عمله أو تعرضها لضغوط للتوجه نحو الوظيفة المضمونة بدلا من العمل الحر.

وحول عدم إعطاء شابات الأعمال تراخيص لمشاريعهن، أوضحت سلامة أن هذا يعود لعدة أسباب منها عدم الوعي بأهمية الأطر التشريعية، كون المشروع صغيرا ويعمل على نطاق ضيق، عدم معرفة الجهة المعنية بالترخيص، وكذلك عدم وجود معلومات كافية في المواقع الإلكترونية المعنية بالترخيص، موضحة أن عدم وجود تراخيص لمشاريع التغذية التي تعمل من المنزل يعود لصعوبة توفير وفرض الرقابة على الاشتراطات الصحية.

وكانت غرفة جدة ضمن البرنامج الإرشادي والتدريبي لـ “منافسة ولقاء ريادة الأعمال في جدة”، استضافت أخيراً الدورة التدريبية لرائدات الأعمال في مجال تطوير مهارات التواصل، والتي تضمنت آليات التواصل الفعال، وبناء الصورة الذهنية للنشاط التجاري، مع توظيف التقنيات الحديثة للتعريف بالنشاط التجاري بالاستناد إلى أهم الأسس والقيم التي تحكم التعاملات في مجال الأعمال.

وعن هذه الدورة التي جاءت في مرحلة متقدمة من عمر البرنامج الإرشادي، تقول سارة العايد: “ما نحاول القيام به في مختلف مراحل البرنامج هو تحويل الشعارات والأسس التي نؤمن بها، والتجارب التي صنعت نجاحات الرواد إلى ممارسات، ولقد لمسنا الحاجة لتطوير مهارات التواصل للمنشآت والأفراد الذين يمثلونها لفرص أفضل في ترسيخ الصورة الذهنية والمنافسة على الفرص المتاحة، فلابد أن يكون لدى رواد الأعمال اليوم القدرة على جذب اهتمام وانتباه الجمهور المستهدف وتطوير مهارات فريق العمل ليتمكن من تجسيد خطط واستراتيجيات المنشأة والتعريف بها بالشكل المطلوب، ولعل ما يميز البرنامج السنوي لمنافسة ولقاء ريادة الأعمال هو حرصه على رصد الاحتياجات وتوفير الحلول، ومن هنا برزت الحاجة لإضافة هذه الدورة إلى البرنامج الإرشادي لرائدات الأعمال”.

يذكر أن الدورة الأولى لمنافسة ريادة الأعمال استقبلت إلكترونياً طلبات المشاركة من 1000 مشروع، تمت فلترتها وقبول 300 مشروع ومن ثم عقدت لجنة شابات الأعمال في غرفة جدة لقاءات شخصية مع 75 مرشحة، ووقع الاختيار على 25 رائدة أعمال لخوض مرحلة التدريب والتأهيل على صياغة خطط العمل وعرضها على لجنة تحكيم مستقلة قامت بتشكيلها مجموعة الأغر، لتعلن خلال لقاء ريادة الأعمال في جدة في شهر أيار (مايو) 2012 برعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، عن فوز سبعة مشاريع من المنتظر أن تقوم بعرض مخرجاتها وإنجازاتها خلال عام، إضافة للتحديات التي واجهتها للنمو وتطوير الأداء التجاري وذلك خلال اللقاء التمهيدي للدورة الثانية والذي سيتم الإعلان عنه الشهر المقبل.