زين عنبر (جدة) ، فاطمة الغامدي (الدمام)
لا يختلف اثنان على دور المثقف في الحراك الفكري وتجديد الخطاب الثقافي بما يتوافق مع لغة العصر لتصحيح الأفكار المغلوطة، هذا ما أكده عدد من المثقفات اللواتي يتحملن مسؤولية التصدي للفكر المتطرف عبر منابر الكلمة ومناشط الثقافة.
إلى ذلك، تؤكد الكاتبة نبيلة محجوب أنه بطبيعة الحال للمثقف الدور الأكبر في مواجهة كافة مشكلات المجتمع وعلى رأسها الفكر المتطرف، الذي يبث سمومه في عقول فئات كبيرة من المجتمع، ولكنه يتغلغل في وعي الشباب الغض، فالجهل وقلة الوعي وجهان لعملة واحدة كما يقولون، أي أنهما بيئة خصبة لاستقبال بذور التطرف وحضانتها واستنباتها، لذلك يأتي دور المثقف لضخ الوعي في العقول بالكلمة الطيبة دون وعظ وتشنج، لكن في المقابل، يجب أن يعطى الفرصة وتفتح له المساحات المغلقة كي يصل إلى من يصل إليهم الذين يستدرجون أبناءنا ويبثون سمومهم في عقولهم، ليتحدث بالقلم أو الصوت على المنابر في المؤسسات الثقافية أو في الصالونات والمقاهي الثقافية كي يصل صوته للجميع، وفي الأخير لا يصح إلا الصحيح.
من جهتها، تشير الكاتبة رانيا سلامة إلى أن الوعي في مواجهة الفتن والمخاطر التي تحدق بالوطن هو دور التعليم والإعلام والأسرة مجتمعين، ولعلنا مع الأحكام الشرعية الصادرة بحق الإرهابيين والمحرضين نتجه نحو المفاهيم التي يجب التأكيد عليها من تعزيز الحس الوطني واحترام الأحكام القضائية وسيادة الدولة، كلها أمور تجسدت مختصرة في الأحكام الشرعية لمعاقبة المذنبين، والعاقل يدرك أنه لا تسامح ولا حياد في المواقف مع من مارس الإرهاب أو التحريض على وحدة الوطن وأمن المواطنين، وبالعودة إلى الوعي، فاليوم المثقف والإعلامي لابد أن يتصدى لهذه المهمة في كافة المنابر، والإعلام بوسعه أن يقوم بدور أكبر في حال توفر التفاصيل والمزيد حول التحقيقات والملابسات التي أدت بمن وقع عليهم حكم القتل، لهذا المصير ليتفادى النشء المخاطر في الداخل، وتنجلي الحقائق للإعلام الخارجي.