اعتبرت الأميرة لمياء بنت مشعل بن سعود حرم الأمير أحمد بن سلمان، يرحمه الله، أن معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي يمثل حجر الأساس الأول لاحتراف المرأة السعودية في المجال الإعلامي بمعايير احترافية وعلمية، وليس كهواية فقط، مشيرة إلى أن المعهد سيطلق دوراته الموجهة للسيدات بعد سبعة أشهر.

وقالت الأميرة لمياء بنت مشعل لـ”المرأة العاملة” إنهن كسيدات مؤسسات للمعهد لم تقتصر نظرتهن عند تأسيس المعهد على خدمة المرأة فقط، بل كانت نظرة شاملة هدفها تدريب وتهيئة الجنسين على حد سواء، حيث إن المعهد سيقدم المنح الدراسية للمتفوقين والمتفوقات في هذا المجال، وزادت” سيكون المعهد اللبنة الأولى في مجال التأهيل لأن كل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر وأنا مستبشرة بمستقبله، وأن يتحول إلى كلية أو جامعة في المستقبل”.

وأرجعت الأميرة لمياء فكرة تأسيس معهد متخصص للإعلام التطبيقي باسم الأمير الراحل إلى أسرته المكونة من أربع بنات وولد، مشيرة إلى أن الفكرة لم تكن وصية منه “رحمه الله”، ولكنها حلم للأسرة لتخليد اسم والدهم في مجال كان يهواه ويحبه.

وبقدر سعادة حرم الأمير أحمد أثناء تدشين المعهد، فإنها تتوقع أن يكون فرصة لابنتها الكبرى التي تهوى العمل الإعلامي، لدخول هذا المجال باحتراف، وقالت” آمل أن أشاهد اسمها في الصحف والمجلات كصحفية”.

واستغربت الأميرة لمياء أن ينظر بعض الأفراد في المجتمع للمجال الإعلامي على أنه غير مناسب للفتاة أو يخجل من رؤية اسمها فهذا فخر أن تتحدث السيدة، وتعبر عن قضايا وطنها وبقلمها، مبينة أن القلم أحد أنواع الجهاد.

إلى ذلك اعتبرت كاتبات وإعلاميات، استطلعت “المرأة العاملة” آراءهن، أن المعهد وسيلة لإثراء الساحة الإعلامية النسائية خاصة أنها تفتقد الكثير من برامج التأهيل الأكاديمي في مجال الإعلام المتخصص، منوهات بأنه حتى لو قدمت منح للابتعاث في الخارج فهي لا تغني عن توفير تأهيل أكاديمي وتدريبي في المملكة.

وأكدن تفاؤلهن بأن يساعد المعهد الصحافيات على فتح ملفات وقضايا المجتمع عوضا عن دور غالبيتهن في نقل الخبر فقط، وأن يسهم المعهد في القضاء على صحافيات “المناسبات” و”الفاكسات” واللاتي يشكلن أغلبية ـ بحسب رأيهن ـ متوقعات أن يسهم المعهد في توفير العديد من الفرص الوظيفية الجديدة للفتيات في مجال الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني والتصوير المحترف وغيرها من الأقسام التي تحتاج إليها المؤسسات العاملة في هذا المجال.

وهنا قالت الدكتورة نورة بنت خالد السعد أستاذ مساعد في جامعة الملك عبد العزيز في جدة إن المعهد يعد إنصافا للسيدات الراغبات في دراسة المجال الإعلامي واللاتي اكتفين سابقا بالهواية كبوابة للدخول لهذا المجال.

وأضافت” في السابق لم تكن هناك معاهد أو كليات تؤهل المرأة صحافيا وإعلاميا، وكان الأمر مقتصرا على بعض الدورات القصيرة التي من شأنها فقط أن تعلم أولويات العمل الصحافي، وليس الاحتراف فيه”.

وتأمل الدكتورة السعد أن يكون الانضمام للمعهد برغبة الصحافية نفسها، وليس بترشيح من الجهات الإعلامية لكي لا تتدخل المحسوبية في الأمر فتفسده، وتأمل أن يتمتع المعهد بمصداقية وحرفية وأن يبتعد عن المجاملات ليحصد النجاح.

من ناحيتها تشدد الكاتبة والباحثة لبنى بنت وجدي الطحلاوي أن وجود معهد بمثل هذا النوع سيؤدي إلى الرقي بمستوى أداء الكاتبات والصحافيات، ويجعلهن أكثر قدرة على مناقشة قضايا المجتمع ومشكلاته وسيتمكن من وضع حلول لها، وزادت” فمن المعروف أن الإعلامي دوره لا يقتصر فقط على ذكر المشكلة دون بحث معالجتها، وأتمنى أن يضم المعهد نخبة من أهل الاختصاص والخبرة وأن يستفيد من خبرات شخصيات إعلامية لها ثقلها ومصداقيتها”.

فيما ترى رانية سلامة رئيس تحرير موقع ومجلة عربيات أن تأسيس المعهد جاء في الوقت المناسب بعد أن اقتحمت المرأة المجال الإعلامي بقوة، ولكن كان ينقصها التأهيل الأكاديمي والتدريب.

وتابعت “اليوم ومع تزايد الجرائد والمجلات والقنوات التلفزيونية لم يعد من الممكن الاكتفاء بالموهبة، وبعض التدريب البسيط، لتعمل في المجال، ولكن أصبح العمل الصحفي يتطلب درجة علمية ومهارة تواصل وبحث في المصادر باللغة الإنجليزية، إضافة إلى شخصية قادرة على المواجهة والتأثير والتعبير، وهذه إمكانات تحتاج إلى معهد متقدم”.

وأشارت سلامة إلى أنها تأمل أن يسهم المعهد في تزويد الصحافيات بمهارة وثقافة تجعلها قادرة على إعداد مادة ذات قيمة عالية تخرج بها عن النطاق الذي ظلت محصورة فيه بسبب عملها المحصور في القطاع النسائي الذي يتم تكليفها بإعداد المواد عشوائياً، وحصرها بمناسبات نسائية، وإعطائها مفهوم أن الكم هو المهم بالعمل الصحافي وليس الكيف، متوقعة أن يسهم المعهد في إظهار صحافيات متخصصات بالفعل، وليس فقط صحافيات ناقلات لأخبار جهات رسمية عن طريق الفاكس، وهو ما يعرف بصحافيات “الفاكسات”.

إلى ذلك ترى الإعلامية منى أبو سليمان أن تأسيس معهد للإعلام بادرة إيجابية تمنح السيدات والفتيات فرصة الالتحاق به، مبينة أنها خطوة جاءت في وقتها المناسب لأن العمل الصحافي، بحسب رأيها، من أصعب الأعمال التي تحتاج إلى جهد ومتابعة، وسعي وراء تنوير المجتمع، ومناقشة قضاياه وهمومه، ولهذا فهو بحاجة إلى تدريب وتأهيل متخصص ومتقدم، وليس مجرد مزاولات للمهنة من باب الهواية أو حب الظهور والشهرة، وهو ما ينتشر كثيرا في الوسط الإعلامي.

وقالت” نحن بأمس الحاجة لتطوير مهارات العاملات في المجال الصحافي للارتقاء بالصحافة السعودية من مجرد نقل للأحداث والفعاليات إلى فتح الملفات والقضايا التي تهم الشعوب وتحليل المشكلات، والقضايا للوصول للحلول الناجحة في علاجها، وأنا من المؤمنات بالتخصص، وأرى أن كل من يعمل في مجال معين لابد أن يكون على اطلاع كاف في مجاله، وذلك ينطبق على العمل الصحافي”.

فيما تؤكد المذيعة إيمان المنديل أن إنشاء معهد متخصص للإعلام وإتاحة الفرصة للفتيات للالتحاق فيه والتدريب يعد ثورة فيما يخص عمل المرأة في المجال الإعلامي، واعترافا بدخول المرأة هذا المجال، ومساهمتها فيه قائلة إن عدم وجود تأهيل أكاديمي للإعلام سابقا فتح المجال لممارسات المهنة من كل حدب حتى لو لم يكن يمتلكن المقومات المناسبة، وزادت” ولكن وجود هذا المعهد سيساعد على إيجاد جيل من الإعلاميات قادر على إعطاء العملية الإعلامية حقها بما يمتلكنه من مهارات لازمة لهذا العمل”.