وصفت سيدة الأعمال رانيا سلامة مشاركة المرأة في المجالس البلدية مرشحة وناخبة بالخطوة المهمة في مسيرة المرأة السعودية لتمارس حقها وواجبها كمواطنة، ولطالما أثبتت المرأة السعودية كفائتها ونشاطها في التواجد والتواصل والمتابعة مع المجالس البلدية قبل أن تحصل على حق الترشح والتصويت، واليوم العديد من عضوات المجالس البلدية يشاركن ضمن فرق عمل وليس بشكل مستقل، لذلك من الظلم تقييم أو تصنيف أعضاء المجالس البلدية كذكر وأنثى والمفاضلة بين الأداء، لكن يمكن النظر إلى أمرين: الأول أن أداء المرشح والمجلس كاملاً يصنعه وعي الناخب الذي يجب أن ينظر مستقبلاً إلى أمور عدة قبل أن يعطي صوته للمرشح رجلاً كان أم امرأة، وليس من بين هذه الأمور قرابة ولا صداقة ولا معرفة، ولا حتى وعود قبل التأكد من أنها ضمن صلاحيات المجالس البلدية، فالمجتمع لايزال بحاجة إلى المزيد من التجارب الانتخابية حتى تنضج تجربته تدريجياً وتتغلب المصلحة العامة في الاختيار على غيرها من العوامل.
لأمر الثاني يتعلق بالأنظمة التي يجب أن تمنح كافة الأعضاء فرص متكافئة للتفاعل والإنجاز، فإن كان النظام في المجالس البلدية يرى أن المرأة بوسعها أن تمارس عملها مع المجلس بنفس الكفاءة من خلف الدائرة التلفزيونية المغلقة فمن الواجب والعدالة أن ينطبق هذا الأمر على كافة الأعضاء وأن تتم اجتماعات المجالس البلدية عبر الإتصال المرئي دون التواجد في قاعة واحدة، أو تتاح للجميع نفس الصلاحيات والفرص كما هو الأمر في مجلس الشورى ومجالس الغرف التجارية.

ولعل الأمنية التي أتطلع إليها وأراها قريبة بإذن الله أن نرى تركيز المرأة التي تعمل في أي مجال منصباً على الإنجاز دون أن تكون بحاجة لإهدار وقتها ووقت الوطن في صراعات من أجل توفير بيئة مناسبة وعادلة لهذا الإنجاز، فقد أثبتت المرأة السعودية لعقود من الزمان أنها أهل لتحمل المسؤولية وتحقيق النجاح والمحافظة على هويتها، وفي المقابل فتح لها الوطن أبوابه لتكون شريكه في البناء والتنمية والتطوير نحو مستقبل واعد بإذن الله.”