تدخل تسع نساء من فئة التجار تجربة انتخابات غرفة جدة بعد أيام، أغلبهن لأول مرة، أمام 35 مرشحا من نفس الفئة، وتنوّعت برامج وأهداف المرشحات من دخول الانتخابات، لكنهن أجمعن على غياب الثقافة الانتخابية عن أكثر من 80 في المائة من رجال الأعمال.

وقالت المرشحة سارة العايد إنها لا ترى أي تحديات أو معوقات تمنع المرأة من ترؤس مجلس إدارة أي غرفة تجارية في السعودية، خاصة بعد فوز الدكتورة لمى السليمان بمقعد نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة بالتصويت قبل أربعة أعوام.

وأضافت أن الغرف التجارية ينبغي أن تكون بيتا لجميع التجار، ولا يهم إن كان قوام مجالسها الرجال أو النساء، ”لأن الأمر لا يتعلق بالمنافسة، بل أن يكون القائمون عليها أهلا للثقة، وأن يخلصوا في بناء البيئة الأفضل لصالح مجتمع الأعمال”، وفقا لقولها.

وحول ضمانات حصول المرأة على مقعد في المجلس المقبل، قالت العايد: ”أنا وغيري من المرشحات لسنا بحاجة لضمانات، فالكل يتنافس وفق مبدأ المنافسة الشريفة ليتم اختيار الأفضل في النهاية الذين سيمثلون مجتمع تجار جدة”.

ودعت المرشحة لانتخابات غرفة جدة للتركيز على دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة الناجحة، عبر إيجاد فرص تجارية خلاقة، والعمل على إنماء مشاريعها وتطويرها، لتحقيق التميز التجاري لها ولمدينة جدة.

وأكدت أن الشباب الجُدُد بحاجة مستمرة لمعرفة احتياجات السوق، ومعرفة الفرص المتاحة، مضيفة أنه يتوجّب على الشابات والشباب البحث عن شغفهم وإحياؤه، وأن يكون مؤسِّس المشروع شغوفا ومهتما بالمجال الذي سيعمل فيه.

كما أكدت أهمية أن يبذل صاحب المشروع قصارى جهده، وأن يقدم جميع ما لديه، وأن يكون ذكيا في اختياراته وقراراته، ولا يتطلع للربح السريع، ويبني سمعة له ويتمسك بأخلاقيات المهنة والمجال الذي يعمل فيه.

وعن العوائق التي تقف أمام شباب وشابات الأعمال الجُدُد، ذكرت العايد أنه لا يمكن تحديد عوائق معينة تقف أمام أصحاب المشاريع، بل لكل مشروع تحدياته الخاصة، ويعتمد هذا على المهنة أو القطاع الذي يختاره صاحب المشروع، خاصة على الصعيدين الإداري واللوجستي.

وكشفت المرشحة رانيا سلامة عن مبادرة توعية تقوم عليها مع سيدات أعمال، منهن الدكتورة لمى السليمان؛ لصنع وعي ثقافي حول الانتخابات، وذلك بالتعاون مع جامعات أهلية في جدة.

وقالت سلامة: إن الأهم من الفوز والترشح هو توعية التجّار خاصة السيدات بثقافة الانتخابات والتصويت، كي لا يُستغلُّوا من بعض المرشحين، الذين يلجأون لطرق ملتوية ومشبوهة، عبر شراء الأصوات ودفع تكاليف اشتراكات الغرفة.

وأشارت إلى وجود 90 في المائة من المشتركين لم يُصوِّتوا في الدورة الماضية، وأكثر من 90 في المائة من المشتركين لا يحضرون الجمعية العمومية للغرفة، ومن أجل هذا قامت هي ومجموعة من سيدات الأعمال بإعداد برنامج يستهدف طالبات الجامعات لتنظيم دورات ومحاضرات، لإكسابهن ثقافة الانتخابات والتصويت.

وقالت سلامة: إن عددا كبيرا من رجال الأعمال في جدة لا يعرفون مهام الغرفة، ولا يعرفون المراكز الموجودة وأدوارها الفعلية، ولا يعرفون اللجان ومهامها. وشدّدت على أن المرشح هو من يصنع وعي الناخب، وأن الأهم من الفوز صناعة ثقافة انتخابية بين أفراد المجتمع.

وأكدت المرشحة ميمونة بالفقيه وجود فرص تجارية ضائعة في قطاع الأعمال في جدة خاصة بين الشباب، وأبرزها الوفود التجارية الأجنبية التي تزور السعودية، وتعد فرص مهدرة ينبغي اقتناصها من الغرف التجارية.

وأشارت إلى غياب الثقافة الانتخابية لدى عدد من أصحاب الأعمال، خاصة الذين يرضون بشراء أصواتهم، ولا يبحثون عمن يعمل معهم لتطوير قطاع الأعمال. وأشارت أيضا إلى أهمية دور التوعية الانتخابية الذي ينبغي على وزارة التجارة القيام به، لمنع حدوث التكتلات وشراء الأصوات والمنافسة غير النزيهة. وشدّد الدكتور هشام العمودي، رئيس لجنة العلاقات العامة في غرفة جدة، والمرشح للانتخابات المقبلة؛ على أهمية إيجاد تنوّع مقاعد المجلس المقبل بين الشباب والشابات وكبار رجال الأعمال.