صحيفة المدينة: حسن الناشري

بدأت قائمة انتخابات الغرفة التجارية الصناعية بجدة للدورة «21» للعام (1435- 1439) بنحو 62 مرشحًا من فئتي التجار والصناع لكن الانسحابات ألقت بظلالها على سابق التنافس للدورة الجديدة واستمر مسلسل الانسحابات الذي بدأ بأسماء كبيرة ولها ثقلها في غرفة جدة خلال الفترة القريبة الفائتة كالشيخ صالح كامل ثم صالح باشنفر وماهر الحربي، وما أن بدأت الغرفة في إعادة وترتيب أولويات الانتخابات إلا وتتفاجأ بانسحاب عدد من المرشحين في الفترة التي تسبق الإعلان النهائي للقائمة الرئيسة بأسماء المرشحين والمرشحات، وهم من فئة التجار المرشح هجاد الغامدي والمرشح بندر رواس والمرشح فؤاد بوقري والمرشح عادل السموم وأخيرًا المرشح نايف الشريف، أما من فئة الصناع فانسحب مؤخرًا المرشح إبراهيم غروي ليبلغ اجمالي المنسحبين 11 مرشحا .

وتأتي هذه الانسحابات بعد أن تراوحت آراء المنسحبين بين من هو غاضب عن آلية الانتخاب والاختيار ومن هو يريد إعطاء الفرصة للدماء الجديدة للمشاركة وإبراز طاقاتهم ومواهبهم.
من جهتها بدأت لجنة الانتخابات بالغرفة التجاريّة بجدة بتحديد أرقام التصويت للمرشحين من الأعضاء للدورة 21، ومن ثم يبدأ التصويت في أربع محافظات، هي القنفذة، رابغ، الليث وجدة، حيث حددت اللجنة المشرفة عمليّة التصويت، ومدة الاقتراع بـ 5 أيام تبدأ من يوم الأحد الموافق 4/3/1435 وتنتهي الخميس 8/3/1435.
وتمنى عدنان مندورة الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية في جدة التوفيق لكل المرشحين وأن تتم الانتخابات بسلاسة، وأشار مندورة إلى أن زيادة عدد المرشحين جيدة وتعكس اهتمام رجال الأعمال بخدمة بلدهم، ودليل وعي بعملية الانتخاب، وكذلك تزيد من فرص التنافس بين رجال الأعمال، والناخب هو الذي سيختار من يمثله في الغرفة.
من جهته، قال مساعد أمين الغرفة التجارية بجدة المهندس محيي الدين حكمي: إن المرشحين لمجلس إدارة الغرفة التجارية تم حصر أعدادهم النهائية بحيث تعد الفترة المقبلة من الرابع من ربيع الأول هي مرحلة للانتخاب والتصويت وهي مرحلة تنافس بين المرشحين سواء كانوا رجالًا أو نساء، رافضًا الحديث عن مسببات انسحاب بعض المرشحين مشيرًا إلى أن لكل إنسان عذره الخاص.

تفاؤل بالنظام الفردي

إلى ذلك أجمع مرشحون في انتخابات غرفة جدة خلال دورتها الحالية على وصول سيدة أو اثنتين على الأقل إلى مجلس الإدارة من خلال التصويت، رغم ضعف فرص نجاحها في ظل القوانين الجديدة للانتخابات التي تقضي بالتصويت لمرشح واحد أو مرشحة.
وقالوا: إن النظام الجديد للانتخابات سيقلل فرص نجاح السيدات بسبب ضعف تجاربهن وانعدامها لدى البعض منهن، غير أن الوسط الاقتصادي متفائل بوصول سيدة واحد على الأقل للمجلس.
في البداية يشير مازن بترجي إلى أن سيدات الأعمال متفائلات بالنظام الذي يقضي باختيار مرشح واحد فقط، وهذا يعكس تفاؤلهن في هذه الانتخابات، لأن النظام القديم الذي كان يسمح بالتكتلات أقصى العديد من السيدات في بعض مناطق المملكة، وهذا يعني أن نظام الأفراد أعطى الجميع فرصًا متكافئة، بمن فيهم السيدات، بالإضافة إلى أن التنسيق بين الناخبات والمرشحات سيوصل واحدة أو اثنتين على الأقل إلى مجلس الإدارة.
وأضاف البسام أن عامل الخبرة لن يكون عائقًا أمام نجاح المرشحات، لأن معظم الرجال الحاضرين حاليًا لا يملكون خبرات وتجارب سابقة وربما بعض المرشحات لديهن خبرات أكبر من بعض المرشحين، والمسألة تعتمد في الأصل على جهدهن ونجاحهن في تسويق أنفسهن.
وتوقع الدكتور حسين آل مشيط أن تشهد الانتخابات الحالية حضورا قويا للسيدات في ظل تكافؤ الفرص بين المرشحين ووجود أسماء جديدة بكثرة تترشح للمرة الأولى، وكذلك التجربة الناجحة لسيدة الاعمال لمى السليمان التي اكتسحت الرجال في الدورة السابقة واحتلت المركز الثاني في عدد الاصوات.
وقال آل مشيط: المرأة سجلت حضورا قويا في الدورة الفائتة غير أن الحظ حرمها من الفوز، ومع غياب أسماء كبيرة ولامعة ستكون فرصة المرأة أقوى في الوصول إلى مجلس إدارة الغرفة.
وأضاف أن تجربة السيدات في مجلس الإدارة أثبتت للجميع الدور الكبير الذي لعبته المرأة في غرفة تجارة جدة حيث تسلمن ملفات لقضايا تتعلق بسيدات الأعمال والتجار والمسؤولية الاجتماعية والسياحة وبذلن فيها جهدا كبيرا واستطعن حل بعض المشكلات في تلك الملفات، وهذا قد يكون دافعا قويا لنجاح المرأة في الدورة الحالية من خلال أصوات الرجال والسيدات، بالاضافة إلى وصول منى السليمان لمنصب نائب الرئيس كأول سيدة تشغل هذا المنصب.
وأكد آل مشيط أن هدف المرشحين والمرشحات خدمة غرفة جدة ورجال وسيدات الأعمال سواء فازوا أو خسروا في هذه الانتخابات، وكل من يصل إلى مجلس إدارة الغرفة من خلال الانتخابات هو جدير به ويستحقه سواء كان من الرجال أو السيدات.من جانبها اكدت رانيا سلامة أن فرص المرأة جيدة، خاصة أن هناك تفاؤلًا يسود سيدات الأعمال المرشحات في هذه الانتخابات بوصولهن إلى عضوية مجلس إدارة الغرفة مع تجارب زميلاتهن السابقات واللاتي حققن انجازات مميزة خلال الدورتين السابقتين لمجلس إدارة الغرفة.
واعتبرت رانيا سلامة أن ثقة الناخب هي المقياس بالمرشح الذي سيصوت له مع البرامج والمشروعات التي يقدمها المرشحون سواء الرجال أو النساء فالفاصل في ذلك هو وعي وإدراك الناخب لمن سيخدمه ويمثله أفضل تمثيل في هذه الغرفة.
وتضيف سلامة: انا شخصيًا لا أريد ان أحب أن يتركز التصويت في الانتخابات على أساس الرجال أو النساء ولكن أحبذ أن يقارن الناخب بين البرامج الانتخابية والمشروعات التي يقدمها المرشحون ويختار الأنسب له سواء رجل أو امرأة.
وألمحت سلامة إلى أنها كبقية المرشحين ينتقد وبشدة أسلوب التصويت على أساس المحسوبيات والعلاقات الشخصية والتي من وجهة نظرها تسبب عدم نجاح مجلس إدارة الغرفة لتحقيق تطلعات المنتسبين وقطاع الاعمال في جدة لأن الكفاءات التي اعتمدت على برامجها الانتخابية وتستحق الوصول لم تصل.
ويشير الدكتور عبدالله بن محفوظ إلى أن فرص السيدات في الفوز ستكون ضئيلة بسبب ضعف تجاربهن وعدم معرفة البعض منهن بإدارة الحملات الانتخابية وتسويق برامجهن الانتخابية، ورغم ذلك قد تصل سيدة بدعم من أهلها ومعارفها وأصدقائها، بالإضافة إلى المحايدين الذين ينظرون للبرامج الانتخابية وليس لأصحابها، والناخبات اللاتي يستطعن إيصال سيدة على الأقل إلى المجلس، خاصة بعد التجربة الناجحة للدكتورة منى السليمان التي توجت نائب الرئيس في الدورة الحالية.