علي شراية – صحيفة الشرق الأوسط – 21 أكتوبر 2010
يبدو أن معرض شباب الأعمال الذي يقام في مدينة جدة حاليا سيكون منحى تاريخيا في علاقة السعوديات بالأعمال التجارية والحرفية، إذ خطفت السيدات الأضواء بحضورهن اللافت بمشاريع متنوعة، إضافة إلى الحضور النسائي الزائر الذي فاق كل التوقعات السابقة.
ويؤيد ما سبق خبراء اقتصاديون واجتماعيون ورجال أعمال، تشير إليه رانية سلامة رئيسة لجنة شابات الأعمال بقولها: «لعل التوجه الكبير لبلادنا نحو فتح الباب لعمل المرأة كان له الدافع الأكبر لذلك».
وأضافت: «لوحظ الإقبال الكبير من رجال الأعمال، ولكون معظم المشاريع النسائية تعتمد بشكل كبير على جانب التصنيع».
ويؤيد ذلك صالح التركي رئيس مجلس إدارة شركة «نسما» القابضة والرئيس الأسبق لغرفة جدة، الذي أكد التفوق النسائي في مجال التصنيع، مشيرا إلى أن هذا هو ما تحتاج إليه البلاد، خصوصا في مجالات الإكسسوارات والأزياء والتطريز والخياطة والصناعة النسائية.
وأشار التركي إلى أن «نسبة البطالة النسائية تفوق 25 في المائة وفق وزارة العمل، وهو رقم مهول مقارنة بحجم الدعم الموجه من الحكومة إلى تعليم المرأة في السعودية». ونبه التركي إلى أن توجيه الطاقات الشابة وإرشادهم فكريا بماهية سوق العمل من أهم مقومات وأسباب نجاحهم وتوعيتهم التوعية اللازمة حتى يتمكنوا من اجتياز أي عقبات قد تواجههم في المستقبل، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن 80 في من الشركات في العالم شركات متوسطة.
وأوضح التركي في لقائه أن «نسما» قد تبنت بالفعل الكثير من شباب وشابات الأعمال الذين استطاعوا بعد فترة وجيزة أن يصبحوا من رواد الأعمال، واستطاعوا أن يصنعوا من أنفسهم كيانا مستقلا في عالم الأعمال من خلال دعمهم ماديا ومعنويا وتقديم كل ما يحتاجون إليه من إرشاد حول ما هم مقدمون عليه، وأيضا حرصت على تطوير لغتهم الإنجليزية من خلال مركز «نسما» للتدريب حتى يستطيعوا تطوير أعمالهم عالميا.
إلى ذلك، تحكي فاطمة قاضي تجربتها ضمن 300 شاب وفتاة يقدمون مشاريعهم الصغيرة المشاركة في معرض شباب الأعمال، الذي تقام فعالياته حاليا بمركز جدة الدولي للمنتديات والمعارض وتنظمه الغرفة التجارية الصناعية لعرض تجارب وإبداعات سعودية خالصة.
وتصف القاضي بداية مشروعها من المطبخ الذي استطاعت أن تغزو به أسواق جدة، وتتحول إلى ماركة مسجلة في «الكب كيك» المالح، الذي بهر الكثير من زبائنها وبات مطلوبا في المناسبات والحفلات الكبيرة، بعد أن نجحت أيضا في تطوير النوع الحلو المعروف عالميا، واستطاعت أن تحول الهواية إلى حرفة، والحلم إلى حقيقة.
تقول فاطمة لـ«الشرق الأوسط»: «فكرتي بدأت في نهاية عام 2008 داخل منزلي بمدينة جدة، برأسمال صغير لا يتجاوز 20 ألف ريال، حيث قام المشروع على تقديم (الكب كيك) الحلو المعروف لحفلات العائلة والأقارب والمعارف، وبعدها بدأت أوفر طلبات للأفراح والمواليد والقطاعات الخاصة، بما فيها البنوك داخل مدينة جدة وخارجها».
وتضيف: «انهالت الطلبات علي من الأقارب والصديقات وغيرهم، وكانت فكرتي فقط أن أقدم (الكب كيك) الحالي المعروف عالميا والمتداول في سوقنا الحالية بكثرة، ولكن بشكل صغير جدا، وفي خضم ذلك شدني زوجي لفكرة جديدة دون قصد، حيث إنه لا يطلب الحلو بشكل مستمر، وأنا أجيد مهارات الطبخ، فرغبت أن أبتكر (كب كيك) ينال إعجابه، ومن هنا أتت فكرتي لـ(الكب كيك) المالح بكل أنواعه، ولكن بعد تجارب كثيرة أجريتها في مطبخي الخاص لكي أصل إلى الطريقة اللذيذة والمفيدة في نفس الوقت».
وكشفت فاطمة القاضي عن قرب افتتاح أول فرع في مدينة جدة لمشروعها الصغير الذي أصبح كبيرا، بفضل الله، وقالت: «سأفتتح الفرع الأول خلال الشهور القادمة لأقدم من خلاله خدماتي على أفضل وجه لزبائني، وهناك المزيد إن شاء الله الذي سأقدمه، كما أنني على أعتاب افتتاح صفحتي على الشبكة العنكبوتية لاستقبال الطلبات، وكذلك سيحمل معلومات مفيدة ودقيقة عما سيقدمه (سويت آند سيفوري) بمواصفات سعودية ونكهة عالمية».
وفي السياق نفسه زار وفد من مجلس الشورى عشية أمس معرض شباب الأعمال 2010 المقام خلال هذه الأيام بمركز جدة الدولي للمنتديات والفعاليات، التابع للغرفة التجارية الصناعية بجدة، يتقدمهم الأعضاء الدكتور مازن فؤاد الخياط والدكتور مجدي حريري والدكتور محمد المطلق.
وبيّن أعضاء مجلس الشورى في بيان رسمي بث عقب الزيارة أن «المعرض الذي تطلقه غرفة جدة يعمل على تشجيع وتحفيز الشباب للانخراط في سوق العمل الحر والارتقاء بمفهوم العمل الخاص، ويمكنهم من تأسيس مشاريعهم وتطويرها وتنميتها بشكل مستدام، والمساهمة في تذليل التحديات التي تواجه منشآتهم».
وأضاف البيان: «إن المعرض يسعى لتحقيق رؤية واضحة في المساهمة في إيجاد وتوفير فرص عمل للشباب، وتضع الغرفة في أولوياتها مساعدتهم على تأسيس مشاريعهم الخاصة، وبدلا من أن يكونوا طالبي عمل يصبحون مانحين لفرص العمل، خصوصا وأنه يحظى باهتمام كبير على كل الأصعدة، وخصوصا من قبل الغرفة التجارية الصناعية بجدة ومجتمع الأعمال».