نسرين عمران – الشرق الأوسط – 24 مايو 2012

تعهدت وزارة التجارة والصناعة أمس بدعم توصية مجلس الشورى الخاصة بـ«إطلاق هيئة مستقلة تأخذ على عاتقها تمويل ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة».
وأكد الدكتور توفيق الربيعة، وزير التجارة والصناعة، في الملتقى الأول لريادة الأعمال في جدة أمس، أنه على استعداد تام لـ«مخاطبة وزارة المالية مباشرة أو عبر مبادرة ترفعها الغرف التجارية الصناعية ليتم تسليمها لوزارة المالية من أجل دعم أصحاب الأعمال الحرة أو ما يسمى (Free Lancing)».

وقال: «قد يكونون من أصحاب المواهب، ولكن لم يحالفهم الحظ في إيجاد فرصة عمل، ولكن يمكنهم الحصول على سجلات تجارية وإطلاق مشاريعهم على أرض الواقع من خلال دعمنا ومساندتنا لهم».

ووعد الربيعة بتقديم الدعم الكامل للتوصية التي أصدرها مجلس الشورى بإطلاق هيئة مستقلة تأخذ على عاتقها تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودعمها، لافتا إلى أن هذا القطاع بحاجة لفريق متخصص يقدم الدعم اللازم في هذا المجال لشباب وشابات الأعمال.

وذهب إلى أن جهود وزارته مستمرة في سبيل التخلص من البيروقراطية بجميع دوائرها، كما أكد أنه لم يعد هناك وجود «للملف العلاقي الأخضر» في معاملات الوزارة، لافتا إلى أن الكثير من المعوقات ستتم إزالتها، وأكد على مساندة الوزارة وتسخير كل الجهود لمساعدة الشباب والشابات السعوديين في إنجاز طموحاتهم من خلال تأسيس أعمال خاصة بهم.

وحول قطاع الأعمال الحرة أشار وزير التجارة والصناعة إلى أن الوزارة لا تقف أمام أي مشروع مقره المنزل، لا سيما في قطاعات الضيافة والصناعة والحرف، منوها بأن استخراج السجل التجاري لا يشترط وجود موقع للمشروع أو الشركة.

وأوضح أن النشاط التجاري في المنازل لا يزال يواجه تحدي الرقابة التجارية، للتأكد من عدم اتباع صاحب أو صاحبة العمل أي ممارسات تتضمن غشا تجاريا أو تقليدا لعلامة تجارية، مبينا أن الوزارة تسعى لحل هذه الإشكالية بالتعاون مع أمانات وبلديات المحافظات بالمملكة.

وبين أن دعم هذه الفئة من شأنه أن يساعد على تنمية التجارة بالمملكة، مشيرا إلى أن حجم الصادرات غير البترولية للمملكة مقارنة بالواردات وصلت إلى 37 في المائة، مؤكدا أن هذا الرقم في تصاعد، وسيكون من شأن هذا المجهود تقليل الاعتماد على النفط، الأمر الذي سيدعم الاقتصاد السعودي وسينهض بالمملكة نحو دول العالم المتقدم.

وفي السياق نفسه قدم الدكتور عبد العزيز خوجه، وزير الثقافة والإعلام، خلال الملتقى، حزمة من المبادرات والتراخيص بشكل فوري لدعم المشاريع الإعلامية الجديدة ودعم المؤلفين من شابات وشباب الأعمال، بهدف تسهيل المعوقات التي تقابلهم، وتأكيدا منه على أن القطاع العام يعتبر مكملا لهذه المشاريع.

واعتبرت أبرار قاري ذات الـ18 سنة أنها الأكثر حظا في هذا الملتقى، حيث حصلت على ترخيص لممارسة عملها الذي تقدمت به لأكثر من مرة لوزارة الثقافة والإعلام، إلا أنه قوبل بالرفض نظرا لصغر سنها.

وحول مشروعها بينت أبرار أنه عبارة عن إنتاج للرسوم المتحركة (أفلام الكرتون) باللغة العربية، وأوضحت أنها اختارت لشركتها الصغيرة اسم «نماء»؛ معللة: «لأن فكرتي صغيرة ستكبر، والثقافة أيضا لا بد أن تنتشر وتكبر من خلال ما سأقدمه للأطفال لتظهر الهوية العربية والإسلامية في عملي».

وأوضحت أنها قامت بعمل دراسة جدوى كاملة للمشروع وحسبت الدراسات المعيارية بأدق تفاصيلها، ووجدت أنها تصل إلى ما يقارب 150 ألف ريال، وقالت: «سنعمل على تسديد المبلغ في السنة الأولى من إطلاق المشروع وفي السنة الثانية ستكون الأرباح ضعف رأس المال».

وحول طلبها الترخيص من وزير الثقافة والإعلام بينت أنها حاولت أن تحصل على ترخيص من خلال التقديم بشكل مباشر أو من خلال واسطة إلا أنها لم تنجح، وقالت: «بما أن وزير الثقافة والإعلام هو المسؤول عن منح التراخيص، قررت أن أتقدم بمشروعي له، ولله الحمد حصلت على ترخيص من خلاله مباشرة، وهذا تيسير من الله».

وعلى الرغم من المبادرات الفورية التي قدمها القطاع العام، فإن رانيا سلامة، رئيسة لجنة شابات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، ترى أن القطاع الخاص لا يزال يتغلب على العام في تقديم المبادرات.

وقالت سلامة لـ«الشرق الأوسط»: «القطاع الخاص يتفوق على العام في المبادرات التي طرحت يوم أمس، لا سيما من قبل رامي أبو غزالة من قبل شركة (البيك) التي طرحت أربع مبادرات»، لافتة في الوقت ذاته إلى الجرأة الواضحة في تقديم الدعم والمبادرات من قبل وزيري الثقافة والإعلام ووزير التجارة والصناعة.

وكانت قد تبنت شركة «علوان التجارية» ثلاثة مشاريع مشاركة في مسابقة ريادة الأعمال في مجال تصميم وإدارة المناسبات وتنسيق الزهور بالمواقع التجارية، والمنتجات والعقود لدعم المنشآت الواعدة تشغيليا.

كما أطلق «البيك» أربع مبادرات لترسية عقود على منشآت شباب الأعمال القائمة أو المساهمة في إنشائها إذا كانت تحت التأسيس، وتعتبر المبادرة الأولى «من البيك للبيت» لتوصيل الطلبات للمنازل، وكانت المبادرة الثانية عبارة عن عقد صيانة، فيما تمثلت المبادرة الثالثة بعقد للإسهام في التوعية والمساندة في مساندة جهود المرور في تنظيم الازدحام حول مطاعم «البيك» والخروج بصورة نموذجية، وتمحورت المبادرة الرابعة في تبني «البيك» إعداد قائمة حلويات مناسبة لمطاعم «البيك» وترسيتها على صاحبات مشاريع الأغذية.

بينما تبنت جمجوم فارما مبادرة لدعم مشاريع في المجالات الصحية ضمن المشاريع المشاركة في المسابقة، وقدم محمد فتيحي طرح عقد لأحد المشاريع المشاركة في مجال التسويق الإلكتروني عبر الشبكات الاجتماعية، وتبني توجيه وإرشاد جميع المشاركات لتطوير أعمالهن القائمة أو المستقبلية، ومبادرة فتح المجال للمصممات لتصميم منتجات «فتيحي جونيور».

وكان للمشاريع المتناهية الصغر مبادرات تبنتها شركة «الحكير» تحت عنوان «دلني على السوق»، تستهدف المنشآت متناهية الصغر للشباب بين 18 – 25 سنة، والمشاريع المنزلية، والأسر المنتجة، وذوي الاحتياجات الخاصة، لتقدم لهم الدورات التدريبية الرامية لتطوير مشاريعهم، وتوفير مواقع للمبتدئين لعرض منتجاتهم لمدة 3 أشهر، بإيجار رمزي في «مول العرب»، بالإضافة لتقييم شهري للأداء وتعريف مديري المشتريات في الشركات الرائدة على منتجات المشاريع المشاركة في المبادرة.