حنين موصلي – صحيفة عكاظ – 1 ديسمبر 2003
بدأت اولى خطواتها العملية بتجربة في اقتحام مجال التكنولوجيا والانترنت فأسست شبكة ومجلة (عربيات) في عام 2000م ولم ينحصر طموحها على العمل في نطاق واحد بل دفعها النجاح الى الانتقال الى مرحلة جديدة توظف فيها خبرتها لخدمة وطنها من خلال تكوين مجموعة (سعوديات) التي اطلقتها مؤخراً مع مجموعة من زميلاتها واشتركن معاً لاقامة اول انشطتهم الاجتماعية التي نلقي الضوء عليها وعلى تجربة العمل على الانترنت في هذا اللقاء مع رانية سليمان سلامة رئيسة شبكة عربيات الالكترونية.
* كيف بدأت الفكرة وما الاهداف الحقيقية من انشاء مجلة نسائية الكترونية على الانترنت؟
** الفكرة بدأت قبل دخول الانترنت الى المملكة بعامين حيث بدأت اتعلم ابجديات هذه اللغة وعندما انطلقت خدمة الانترنت في المملكة بدأت افكر جديا باستثمار هذا الجانب وقمت بدراسات مستفيضة لبلورة الفكرة ووضع خطوطها الاساسية عن طريق المقارنة بين المواقع الاجنبية والعربية لمعرفة ما يحتاجه المتصفح العربي من الشبكة العنكبوتية وتقديمه بشكل متطور وجاد يساهم بتغيير المفهوم السائد لدينا بأن الانترنت للترفيه والمحادثة فقط, ووجدت انه لاتوجد على الانترنت مجلة عربية نسائية او اجتماعية لا تعتمد على النقل والاقتباس من المطبوعات ولم يكن هناك وجود فعال للرموز العربية والشخصيات الهامة فأردت ان امزج بين اهتماماتي بالعمل الصحفي وتعلقي بالانترنت ليخرج هذا العمل بمفهوم جديد يخدم الهوية العربية على الانترنت ويغطي اهتمامات المرأة والمجتمع بشكل عام ومع فريق العمل استطيع ان اؤكد ان الفتاة السعودية لديها الارادة والرغبة الكبيرة بالتعلم واغلم لفي مجال تقنية المعلومات.
* لماذا وقع اختيارك على هذا المسمى؟
** تسمية الموقع كان معضلة بالنسبة لنا واحترت كثيراً انا وزميلاتي في المسمى الذي اردناه ان يعكس هويتنا فطرح البعض مسمى (سعوديات) و(شرقيات) و(عربيات) ووقع الاختيار اخيراً على عربيات الذي يعكس هويتنا ودون تحديدها باقليم محدد كما انه يدل على المحتوى ويكون بمعنى (مواد عربية) او (فتيات عربيات) من جهة اخرى كتاباته باللغة الانجليزية اسهل من غيره من الاسماء المقترحة فتم اعتماده.
* لحظة الميلاد (العدد الاول من (عربيات)؟
** لعلي قلتها في افتتاحية العدد الاول (آلاف الاميال اولها خطوة) وخطوة مليئة بالقلق والترقب والمسؤولية والتفكير, كل هذا طغى على اي مشاعر فرح اخرى وفي بعض الاحيان ضغط العمل لايتيح للانسان الاستمتاع بلذة الانطلاق او النجاح وهذا في الواقع ما حصل معي فقد كنت في حالة من الركض المتواصل دون وجود فرصة لالتقاط الانفاس او التوقف لتأمل العمل.
فما اسهل انشاء موقع على شبكة الانترنت ولكن لاشيء اصعب من تكوين هوية خاصة يتميز بها الموقع بعيداً عن النقل والاقتباس او الاهمال فلابد من وجود اهداف واضحة ومحددة مع متابعة يومية لما يطرأ من تطور في مجال التقنية.
* ما مدى نجاح السيدة السعودية في انشاء مواقع الكترونية على الانترنت؟
** مجال العمل على الانترنت يناسب المرأة العربية اكثر من غيرها فقد اثبتت قدرتها على التعامل مع الانترنت بوعي كبير وتتطلع للاستفادة بشكل اكبر خاصة ان مجالات العمل عن بعد تعتبر اليوم بالنسبة للمرأة الحلم الذي لن يتحقق الا عن طريق الانترنت لتتمكن من ممارسة عملها دون الاخلال بواجباتها المنزلية ودون الحاجة للالتزام بدوام عمل رسمي.. ومن تجربتي في (عربيات) لمست مدى اهتمام وكفاءة المرأة في التعامل مع هذه التقنية الجديدة فأغلب المتعاونات معنا من الكوادر النسائية السعودية التي تطمح لتطوير قدراتها والعطاء في هذا المجال.
* تخفت رانية سلامة في العام الاول من تأسيس (عربيات) خلف ستار اسم مستعار هو (عربية) فما الذي دفعك الى ذلك? هل هو الخوف من الفشل او رغبة من الاهل? وهل ندمت في مرحلة التخفي؟
** اسباب اخفائي لشخصيتي الحقيقية عديدة اهمها رغبتي بلمس ردة فعل المتلقي للمواد المنشورة وتقييمها بعيداً عن التأثر بأي عوامل اخرى شخصية من جهة اخرى كنت ابحث عن نجاح المشروع بشكل عام ولم يكن هدفي حصد نجاح شخصي او (بروزة) اسمي الى جانب ان الوقت انذاك كان مبكراً جداً لاستيعاب الانترنت نفسها فما بالك بعمل المرأة فيها ولم يكن ضغط العمل يحتمل المزيد من العقبات والاخذ والرد في مرحلة تتطلب التفرغ للبناء ولم اكن اخطط لان تكون مرحلة التحفي مؤقتة لكن تجري الرياح بما لاتشتهي السفن فحماس بعض المتعانات كان سبب في تجيير هذا العمل الى اشخاص اخرين باجتهاد من بعض الصحفيين للخروج بعناوين ملفتة وهذا بالطبع كان امر مؤسفاً جعلني اشعر بأنه من المستحيل ان يستمر تحت اسم (عربية) الذي اخترته انذاك وادركت ان الظهور العلني لامفر منه للمحافظة على الحق الادبي والتأسيس والملكية للعمل الذي استحوذ على كل لحظة من وقتي وارتباطاتي وحياتي ومالي.. نعم ندمت الى حد كبير على ترك موقعي شاغراً لفترة طويلة واعترف انني قد نجحت بفضل الله في ادارة عملي خلف الكواليس لكنني فشلت جداً في العلاقات العامة والسيطرة على اغلب التصريحات والتغطيات التي نشرت.