نادية الشيخ – مجلة لها – 29 نوفمبر 2000م
خرجت إلى النور في الأول من نيسان الماضي، وجاءت وليدة الظروف التي أضحت تستدعي وجود هذه النوعية من الصحافة الإلكترونية.
عربيات ليس مجرد موقع عربي على شبكة الإنترنت، بل محاولة جادة لبناء مجلة صحافية ومنتدى ثقافي عربي على الشبكة.
وهي المجلة العربية الأولى على الإنترنت التي تسعى إلى تحقيق معنى الصحافة الحقيقية من خلال تغطياتها الخاصة ومقالاتها المتنوعة ومقابلاتها الشخصية للرموز العربية. كما تسعى لإبراز الهوية العربية وإلقاء الضوء على الحركة الثقافية والنشاطات الاجتماعية عبر مراسليها وأسرة التحرير التي تعمل لتقديم مادة قيمة وجادة وتثبت مفهوماً جديداً للصحافة والنشر بشخصية ماميزة عن المطبوعات المقروءة خارج الإنترنت.
محرراتها مجموعة من الفتيات السعوديات اللواتي يهوين الكتابة والصحافة وتذوق ألوان متعددة من الفن والأدب والثقافة. ومايميزهن عن الآخرين أنهن اخترن العمل من منازلهن في أوقات اخترنها بعناية بحيث لا يجعلن العمل هواية بل يحولن الهواية إلى عمل جدي وواعٍ للغاية.
تبدأ رانيا سلامة صاحبة الفكرة والمؤسسة الأولى للمشروع عربيات فتقول: “هي مجهود فريق نسائي يحاول أن يقدم ما لديه لكل من يرغب في الزيارة والإطلاع”. وتضيف:”كل عنصر من عناصر التحرير في المجلة الالكترونية يحاول أن يعمل من أجل مصلحة الجميع، سواء كان هؤلاء من داخل المجلة أم من خارجها”.
وتشير رانيا إلى أنه على الرغم من أن فكرتها لبناء موقع على الإنترنت يكون فرصة حقيقية لعقد منتديات في جميع المجالات المتاحة تعود إلى مرحلة ماقبل دخول الشبكة إلى السعودية، عن طريق تعاونها مع شركة سعودية تقدم خدمات مشابهة للإنترنت على المستوى المحلي، إلا أن المشروع الحقيقي لم يظهر للعيان إلا قبل ستة أشهر فقط.
وكانت رانيا بدأت تتابع وجود المنتديات الثقافية على شبكة الإنترنت منذ وقت طويل، ولاحظت ضآلة الوجود العربي، وإن وجد فالتركيز يكون على المنتديات غير الجادة في طرح المواضيع. وعقب دخول الشبكة إلى السعودية، اقترحت الفكرة على إحدى الشركات المتخصصة في الإنترنت، وساعدتها التقنية المتقدمة لتلك الشركة والخبرات العالية لدى موظفيها، فاكتسبت قدرات ومهارات تمكنت من خلالها تأسيس مشروعها بفضلها من موقع عربي يضم مجلة ومنتدى ثقافياً وخدمات أخرى مثل خدمة المعلومات المحدثة على مدار الساعة، ودروس تعليمية عن الإنترنت وكيفية الاستفادة القصوى من خدماتها وخطوات تصميم المواقع عليها.
وهكذا خرج العدد الأول معتمداً على خبرة رانيا في الإنترنت ومساهمات بسيطة من فتيات شاركن في المشروع منذ بدايته، بعد ذلك جاءت مرحلة الاستمرارية ودخول أقلام معروفة على الساحتين الثقافية والصحافية، إذ انضمت الكاتبة مي ابراهيم كتبي إلى أسرة التحرير كمديرة تحرير تعنى بالشؤون التحريرية، إضافة إلى مساهماتها الخاصة في مجال الأدب الشعبي والشعر.
كما يضم الفريق الفنانة التشكيلية عائشة ضيائ التي ترى أن موهبة الكتابة التي بدأت معها في سن صغيرة وشجعها عليها والدها الكاتب الراحل عزيز ضياء أعيد اكتشافها من خلال عربيات.
وهناك مشاركات أخرى من عدد لا بأس به من المتعاونات وهن أكاديميات وكاتبات وإعلاميات وغيرهن، وسيطالع زوار عربيات الذين بلغ عددهن عشرات الآلاف، خدمة جديدة تقدمها هي ناد وجداني يعني بالخواطر والقصص.
وصدر من مجاة عربيات الشهرية سبعة أعداد، ولايزال الطريق أمامها طويلاً حتى يعرف الجميع أنها مجلة ولدت لتبقى وتستمر وليست وليدة الصدفة.
وتحتوي المجلة على عدد من المقابلات مع رموز بارزة في المجتمعات العربية، سواء على الصعيد الثقافي أو الفني أو العلمي، كما تضم تحقيقات اجتماعية هادفة تتميز بقربها من الواقع في المجتمعات العربية المختلفة، مثل تحقيقها حول الفحص الطبي قبل الزواج الذي لقي اهتماماً كبيراً من العديد من متابعي المجلة الإلكترونية.
ويشتمل كل عدد من أعداد عربيات على أبواب ثابتة تعنى بالفنون التشكيلية والأزياء والجمال والرشاقة والمطبخ والباب الإسلامي الذي يقدم الدين الإسلامي بطريقة مبسطة وجذابة، اضافة إلى مجموعة مقالات ونشر كتاب مختار على حلقات ورسائل القراء ومواهب وغير ذلك.
ويقترح فريق العمل أن يكون هناك تعاون من الشركات الخاصة ورجال الأعمال السعوديين للنهوض بالموقع وبناء مواقع مشابهة، كما تضع عضوات الفريق خطةقوامها بناء قاعدة بيانات ومعلومات واسعة للاستفادة منها مستقبلاً.
وتعكف هؤلاء الفتيات على إضافة خدمة المزاد العلني الذي ستقدمنه قريباً على موقعهن ليضم لوحات فنية وتحفاً ومجوهرات. ولايزال الطريق طويلاً أمام عربيات وعنوانه الرئيس الطموح الكبير الذي تختزنه كل من عضوات فريق العمل.