في الوقت الذي يسعى فيه عدد كبير من المرشحين إلى إطلاق حملاتهم الانتخابية، قامت عدة مرشحات بإطلاق حملة لرفع الثقافة الانتخابية لدى المنتسبين للغرفة موجهة للسيدات بشكل خاص، لتعريفهن بدور وخدمات الغرفة وأهمية اختيار الأعضاء المناسبين.
أتى ذلك بعد عملهن لاستطلاع أوضحَ مدى ضعف الثقافة الانتخابية لدى عدد كبير من السيدات، حيث لم تشارك آلاف السيدات المنتسبات للغرفة سوى 166 سيدة منهن انتخبت في الدورة السابقة، وهو ما دفعهن مع دعم من العضوات السابقات بالمجلس إلى تثقيف المنتسبات بأهمية المشاركة في الانتخابات.
وأوضحت الدكتورة لمى السليمان نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، إلى أن وجود المرأة بمجلس الإدارة للدورة الجديدة مسؤولية كل امرأة في جدة، سواء سيدة أعمال أو غيرها, وقالت: “من المفترض ألا نهتم بالبرامج الانتخابية للسيدات بقدر الاهتمام بوجود المرأة في المجلس، فاستمرار وجودها سيسهل دخولها في انتخابات المجلس البلدي بجدة وغيرها من القطاعات, خاصة أن دخول المرأة خلال الدورات السابقة كان يعتبر تحدياً، استطاعت المرأة فيه إثبات قدرتها على العطاء، وكان لها دور مشرف بالغرفة, مبينة أن مجلس الإدارة يحتاج إلى وجود سيدات أعمال حقيقيات يعملن بالتجارة بشكل مباشر، حتى يلامسن الواقع التجاري، ويحرصن على خدمة المجتمع من خلال معرفة آليات العمل”.
وقالت: “لا نحتاج بالغرفة إلى عضوات مستشارات أو أكاديميات بعيدات عن العمل التجاري، فذلك يضعف خدمتهن بالمجلس”, وقالت: “الدورة الحالية تعتبر تحديا للمرأة المرشحة للمرة الأولى، حيث يتوجب عليها جمع أصوات بشكل أكبر من المرشحات المعروفات”.
وأضافت: “الانتخابات مثل المسابقة، لا بد من فوز المرأة واستمرارية بقائها بمجلس الإدارة, لذلك أدعو جميع المرشحات إلى البدء في إطلاق برامجهن وجمع أكبر قدر من الأصوات، واستغلال فرصة تمديد الفترة لجمع الأصوات”, مشيرة إلى أن انتخاب المرأة للدورة القادمة يعتبر تحديا للمستجدات من المرشحات بشكل أكبر من الموجودات والمعروفات بقطاع الأعمال، لذلك يحتجن إلى إطلاق حملاتهن الانتخابية، وجمع أكبر عدد من الأصوات لضمان الفوز.
وشددت على ضرورة دعم السيدات للمرشحات، وهو ما يعد بمثابة مسؤولية على المرأة للمحافظة على وجودها في المجلس, خاصة أن هناك تزايدا كبيرا في أعداد السيدات المنتسبات للغرفة.
وحول عدم ترشيح نفسها في الانتخابات قالت السليمان: “نريد أن نترك المجال لأرواح جديدة من الشباب لتقديم فكر وتطلعات جديدة تخدم الغرفة ومنحهن فرصة لخدمة المجتمع, خاصة أن العمل بالمجلس يعتبر خدمة تطوعية مجتمعية”, وقالت: “نحن نقدم الخبرات للأعضاء الجدد بالمجلس”. من جهتها أوضحت رانيا سلامة رئيس مجلس إدارة شابات الأعمال، وهي إحدى المرشحات، إلى أنهن توجهن إلى إطلاق حملات لرفع الثقافة الانتخابية للمجتمع بشكل عام، والسيدات المنتسبات للغرفة بشكل خاص, حتى يتم اختيار أعضاء مناسبين بالمجلس، يؤدون الرسالة المنشودة، إضافة إلى زيادة معدلات مشاركة السيدات في التصويت.
وقالت: “بدأت الحملة بتعريف السيدات والمجتمع بشكل عام على الغرفة وأهميتها وأقسامها، وعدد أعضاء مجلس الإدارة واللجان التابعة لها, حتى يعلم المجتمع فائدة الصوت الممنوح للمرشح والبعد عن بيع الأصوات مقابل أمور زهيدة قد تعطل المسيرة التطويرية للغرفة لدخول أشخاص غير أكفَاء”. وأبانت سلامة أنها من خلال مشاركتها في ريادة الأعمال، اتضح لها ضعف قنوات التواصل بين الفتيات والجهات الحكومية والتجارية، وهو ما عطل أمور كثير من الفتيات في تطوير العمل وضمان استمراريته, لافتة إلى أن المهام المسندة للغرفة كبيرة وقادرة على مساعدة المنتسبين وتجاوز المعوقات أمامهم, فهناك أكثر من ثمانية مراكز خدمية تخدم المنتسبين بمختلف القطاعات، بجانب أكثر من 60 لجنة للقطاعات التجارية والصناعية, ولا بد من نشر ثقافتها وأهميتها حتى تتم الاستفادة منها أولاً، ومن ثم نسعى إلى نشر حملاتنا الانتخابية.
وزادت:” نسعى إلى مضاعفة وزيادة عدد السيدات المشاركات في التصويت بشكل أكبر من الدورة السابقة التي لم يشارك فيها سوى 166 سيدة من آلاف السيدات المنتسبات للغرفة, وكان دخول المرأة مجلس الإدارة تحديا أثبتت خلاله المرشحات دورهن في تأدية الرسالة، لذلك لا بد أن نحافظ على وجود المرأة في مجلس الإدارة، لأنها تمثل شريحة كبيرة من السيدات، تتزايد سنوياً بشكل كبير وتحتاج إلى من يمثلها”.
وأردفت: “خصصت صفحة توضح هيكلة الغرفة التجارية ودورها، ومساحة لطرح الأسئلة والإجابة الفورية عليها، إضافة إلى الاجتماعات مع شرائح مختلفة من المجتمع والسيدات لرفع الثقافة الانتخابية لديهم”.
ووافقتها الرأي أريج علوان، وهي إحدى المرشحات، وأضافت :”إن الناخب يتحرك للإدلاء بصوته عندما يكون مدركاً السبب الذي أنشئت من أجله الغرف التجارية، ومستوعباً دور مجلس الإدارة، وبنظرة سريعة عندما وجدنا أن عدد الناخبين في كل دورة لا يشكل إلا نسبة ضئيلة من المنتسبين، لمسنا أهمية نشر الثقافة الانتخابية في المجتمع وتعزيز الثقة فيها بالوعي أولاً قبل كل شيء، فعندما يشعر الناخب أن الغرفة أنشئت لتقديم الخدمات له، وأن مجلس الإدارة يضع الخطة الاستراتيجية لخدمة قطاع الأعمال الذي يمثله التاجر ويستفيد منه المستهلك على مدار أربع سنوات تتشكل خلالها اللجان التي يجب أن تمثل كل مجال تجاري وتحافظ على مصلحته، وتطور الخدمات وتعمل على تسهيلها، عندها فقط قد يدرك الناخب أن الأمر يستحق الإدلاء بصوته، ويتمكن من الاختيار والإدلاء بصوته على أسس سليمة، فيستفيد المجتمع ككل من التجربة الانتخابية”.