بدأت ملامح مجلس إدارة غرفة تجارة جدة الجديد تتبلور مع نهاية اليوم الثاني لتصويت الرجال للدورة الـ 21، حيث دفع كبار التجار والصناعيين بكل ثقلهم، وبدأ واضحاً ترجيح ميزان عدد معين من المرشحين ولاسيما فئة الصناع التي يتنافس ثمانية مرشحين فيها من أصل ستة مقاعد لهم.
وتعلن مساء الليلة نتائج انتخابات عضوية مجلس إدارة أكبر غرفة تجارية في السعودية يتبارى فيها نحو 48 مرشحاً، منهم 40 مرشحاً من فئة التجار وثمانية مرشحين من فئة الصناع على 12 مقعداً لمجلس غرفة جدة، بينما ينتظر أن يعين وزير التجارة والصناعة ستة أعضاء آخرين مناصفة بين الفئتين.
وبحسب مرشحين تحدثوا لـ “الاقتصادية” فإن فئة الصناع حسمت أمرها إلى حد كبير، بينما تشهد فئة التجار الصراع الشرس بين المرشحين والمرشحات اللائي تقلصت حظوظهن مع اشتداد حمى المنافسة بين الرجال.
وقال لـ “الاقتصادية” يحيى عزان رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات، إن نتائج الاقتراع ستعلن قبل الساعة العاشرة من مساء اليوم عبر إحدى الشاشات العملاقة في الصالة الرئيسة أمام الجميع، مبيناً أن فترة فرز الأصوات بعد إغلاق الصناديق لن تستغرق أكثر من 30 دقيقة.
وأوضح عزان بينما هو منهمك في متابعة عملية الاقتراع، أن انتخابات الدورة الحالية شهدت إقبالاً كبيراً مقارنة بالدورات السابقة، مضيفا “توقعت قبل بدء العملية الانتخابية للدورة الـ 21 أن تكون أكثر حماسة واحترافية ومهنية في ظل الدائرة الإلكترونية وتسهيل الإجراءات”.
ولفت إلى أن عدد الناخبين في الدورات السابقة كان يتراوح ما بين 5300 إلى 5400 شخص، متوقعاً كسر هذا الحاجز في الانتخابات الجارية نظرا للأعداد الكبيرة التي حضرت أمس الأول وأمس، إذ يشير إلى أنهم سيغلقون إغلاق صناديق الاقتراع لهذا اليوم، قبل أن ينتهي الجميع.
وبشأن اليوم الأخير للاقتراع، أكد عزان أن الضغط سيكون شديدا أيضاً، واستطرد “هذا يدل على أن العملية الانتخابية تطورت وأصبح هناك ارتفاع في الوعي، كما أن غرفة جدة الجميع يطلب ودها ورئاستها”.
وأشار إلى أن اللجنة ستقوم عقب الإعلان عن النتائج، برفع الأسماء الفائزة ستة من التجار وستة من الصناع لوزارة التجارة، وستبقى ستة أسماء من الفئتين ستقوم وزارة التجارة والصناعة بتعيينهم، مبيناً أن هنالك خمسة أيام للطعون الانتخابية تبدأ بعد إعلان النتائج مباشرة.
وكان اليومان الماضيان من تصويت الرجال أشبه بالنزهة لبعض المرشحين، إذ استطاع كبار البيوت التجارية في جدة تغيير الموازين من خلال الاعتماد على عائلات تجارية مماثلة لها تمتلك عشرات السجلات التجارية، بالتالي ترجيح كفتهم عوضاً عن الاعتماد على الحشد الفردي الذي لجأ إليه بعض المرشحين في اليوم الأول.
وقال أحمد المربعي مرشح عن فئة الصناع إن العملية الانتخابية تسير بشكل جيد حتى الآن، معلناً نفسه أحد أعضاء المجلس الجديد للمرة الثانية على حد قوله، مضيفا “من يأت للانتخابات يكن مقرراً سلفاً قبل المجيء، إما أنه قرأ المجلة الانتخابية أو ثقة بالشخص المصوت له، الجميع يأتون من أجل أشخاص محددين ومهما تلقوا من إغراءات لا يلتفتون إليها”.
وفيما يخص فئة التجار، قالت مصادر لـ “الاقتصادية” إن أسماء معينة بدأت تظهر وكأنها حسمت الأمر، مشيرة إلى أن أبرز هذه الأسماء تتمحور حول، نصار السلمي، عصام ناس، زياد البسام، محمد خوجة، خلف العتيبي، ويظل الاسم الأخير حائراً بين عدة أسماء منها بسام أخضر، فهد السلمي، وربما رانيا سلامة.
وشهد اليوم الثاني انخفاضاً ملحوظاً في أعداد الناخبين لكنه جيد بحسب مراقبين، ووفقاً لغرفة جدة تجاوز اليوم الرابع منذ بدء الانتخابات خمسة آلاف ناخب وسط توقعات بملامسة الرقم عشرة آلاف بحلول مساء اليوم، وقبيل إعلان النتائج النهائية.
ولم يمر اليوم الثاني دون التطرق لموضوع شراء الأصوات وغياب النزاهة الانتخابية بحسب مرشحين، ويقول المرشح خلف العتيبي لـ “الاقتصادية” “حسبما سمعت هناك عمليات شراء أصوات كبيرة جداً، الواضح أن هنالك شيئا غلط، العملية الانتخابية غير نزيهة لم يأت لي مرشح ويسأل عن برنامجي الانتخابي، ثقافة المجتمع غائبة”.
ويعتقد العتيبي، الذي يؤكد على حسن التنظيم، أن بعض موظفي الغرفة ربما تنقصهم الخبرة في إدارة الانتخابات، متسائلا لا أدري هل تلقوا تأهيلا سابقا أم لا؟ الكثير من الناخبين لم يحق لهم التصويت وعندما نتأكد نجد خطأ في الأمر، “لخبطة” النظام في الغرفة حرمت الكثير من التصويت.