زين عنبر، منى الشريف – صحيفة عكاظ
أكدعدد من الأكاديميات والإعلاميات والمثقفات والمهتمات بالشأن الفكري المشاركات في لقاء الحوار الوطني الذي اختتم أعماله أمس بجدة رفضهن للتصنيفات التي تؤدي إلى رفض المختلف وبالتالي تؤدي إلى الفرقة وتدمير الوحدة الوطنية التي اعتبرنها لحمة واحدة تمثل الوطن بأطيافه المتعددة حيث يتوجب على الجميع الحفاظ على ثرواته واعتبار اي مساس به خطا احمر وإن اختلف الجميع في الفكر والمذهب.
بداية تقول البروفيسور اسماء باهرمز (أكاديمية ومتخصصة في صناعة القرار): طبيعي ان مركز الحوار الوطني يطرح هذا المحور الهام والتصنيفات الفكرية موجودة، ويبقى السؤال الصعب الذي يبحث عن اجابة هو: كيف نستطيع تحويل هذه التصنيفات الفكرية الى ايجابية؟ وهذا ليس سهلا ابدا لأنه يحتاج الى عمل أكثر وجهد كبير حيث إن الشخص نفسه يتغير من فترة ﻷخرى.
وتضيف: محتوى التصنيف ايضا يختلف من فترة الى اخرى والعملية الديناميكية تحتاج الى جهد جهيد ومحصلتها ايجابية.
أما الدكتورة فاطمة إلياس (أكاديمية بجامعة الملك عبدالعزيز) فأشارت إلى ان التصنيف الذي يصل حد الغلو ورفض اي شيء مختلف وبالتالي يؤدي إلى التأثير على المجتمع الذي يجد نفسه يرفض من يخالفه فهنا يصبح التصنيف سلبيا، وطالما هنا حرية لكل فرد ان يعتنق اي تيار فكري ويؤمن به طالما لا يفرض رأيه على اﻵخرين وطالما انه لا يتخذ دور الدولة التشريعي فهو حر، كما أن الحرية التي تنافي الدين والعادات ايضا بالمقابل تجبر المجتمع على رفض هذه الحرية الدخيلة.
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة منيرة العكاس (مستشارة تعليمية وعضو مؤسس لجمعية تمكين لحاضنات الاعمال بالرياض) إن الجميع يقر بوجود مختلف التيارات في مجتمعنا لأنها موجودة بالاصل والاعتراف والاقرار بها يفترض فيها جانبا ايجابيا وآخر سلبيا، ونتفق على اننا سعوديون وأن أمن الوطن ورخاءه يهمنا جميعا، وتضيف: كنت اتمنى ان تحضى مقاعد الحوار الوطني بقدر اكبر بوجود الفئات العمرية من عمر 15-30 عاما لإثراء النقاش بأفكار جديدة وروح الشباب.
بدورها، قالت رئيسة تحرير مجلة عربيات الإلكترونية رانيا سلامة: لا شك أن التنوع مصدر ثراء فكري وقوة للمجتمع لكن تكمن الإشكالية في تداخل مفهوم الاختلاف مع الخلاف مما يبعد الأطراف عن الالتقاء والتكامل وبالتالي عندها يخرج التصنيف للإقصاء وتحدث التراشقات الكلامية البعيده عن الموضوعية.
من جهتها، تؤكد الإعلامية هناء الركابي على أن التنوع والاختلاف فطرة ربانية ولكن إلزام الآخر بفكر ونهج معين يعد تعصبا فكريا لا مبرر له، ومن هنا يتحول التصنيف الفكري لدائرة السلبية من خلال التعصب للرأي وإقصاء الآخر.