إيمان القحطاني – صحيفة الحياة – 24 يناير 2006م
ربما تجاوزت المرأة السعودية حسرتها على تقلد منصب رئاسة التحرير الذي يحرمه منها واقع الصحافة السعودية، وعلى رغم أن نظام المطبوعات الصحافية الحديث لا يشترط لذلك المنصب بند”الذكورية”، إلا أن تجاهل المؤسسات الإعلامية لتطوير الكفاءات وتحفيزها مع استحواذ الرجل على المناصب العليا والدنيا في الصحف دعا بعض الصحافيات السعوديات إلى حمل طموحهن وآمالهن إلى عالم الانترنت الواسع، إذ احتلت أخيراً شبكات إخبارية نسائية سعودية موقعاً لا بأس به بين الصحف الالكترونية اليومية.
وهكذا فعلت الصحافية هداية درويش حاملة سني الخبرة والتجربة الورقية، التي امتدت إلى 20 عاماً إلى موقعها الإخباري المحسوب كصحيفة يومية الكترونية”هداية نت”، واصفة ذلك بـالتطور المهني”دخلت عالم الانترنت في الوقت المناسب، لكي لا أكون واقفة على رصيف التقنية كالمتفرج، فامتطيت صهوة التقنية وفق أعلى معاييرها”ولم تنف إحباطها من عدم الوصول إلى قمة الهرم الصحافي كرئيسة تحرير،”مازلنا نعاني من ثقافة الإقصاء في ما يتعلق بالمناصب الإدارية، ولم نصل حتى إلى سكرتير تحرير”، موضحة بمرارة أن هناك أسماء نادرة تقلدت تلك المناصب في الماضي، واضعة بين يدي وزير الإعلام والثقافة إياد مدني هذا الملف للبت فيه”نعم أشعر بالغبن، حيث تلهث وراءنا الجهات الخارجية أما في الداخل فقليل من المحافل الداخلية النسائية التي تحتفي بأسمائنا لتمثيل بلدنا”.
وأكدت درويش انتمائها الكامل إلى الصحافة الورقية، وذلك من خلال استمرارها الكتابة عبر منابرها المختلفة”الصحافة الورقية هي البيئة التي نشأت فيها، ولا يمكنني الانفصال عنها”وتختلف درويش مع الطرح القائل بوجود صراع بين الصحافة الورقية والالكترونية،”لا يوجد صراع فعلي إنما على الصحافة الورقية تطوير آليات الخبر، إذ انه من غير المعقول متابعة تداعيات خبر طوال اليوم على الانترنت أو الفضائيات ثم نجده نسخة كربونية على مانشيتات الصحف”.
وكشفت عن سطوة الصحافة الورقية، من حيث ارتفاع مريديها وخلقها نوعاً من الحنين بينها وبين القارئ،”ربما يقل اهتمام الشباب فقط”. وتسرد درويش تجربتها مع صعوبة إيجاد الطاقم التحريري للموقع”المتخصصون في الصحافة الالكترونية يشكلون ندرة حقيقية”وعن تجربتها مع التكريم والتتويج بمنصب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية”تم انتخابي من وحدة الصحافة الالكترونية في القاهرة للمنصب، واجهتنا صعوبات كثيرة، فتم التوجه إلى جامعة الدول العربية، إذ نصحنا الأمين العام عمرو موسى بالعمل تحت مظلة الجامعة”.
وان كانت هداية درويش سباقة في مجال إنشاء جريدة يومية الكترونية، فلقد حذت حذوها الصحافية نوال اليوسف، والتي أسست صحيفتها بنهاية العام المنصرم، إلا أن الأخيرة اعتمدت بشكل كبير على الوكالات الإخبارية عكس درويش التي سعت إلى توظيف عدد من المراسلين من مناطق عدة.
ولم تقتصر محاولات السعوديات على اقتحام الصحافة الالكترونية على غرار الصحيفة اليومية، بل سبقتهن جميعاً رئيس تحرير مجلة”عربيات”السعودية رانيا سلامة، وذلك عام 2000 وتعد”عربيات”مجلة نسائية اجتماعية تعني بقضايا عدة، إذ تتنوع أقسامها بين ما هو ثقافي اواجتماعي أو اقتصادي كما حصلت”عربيات”على المركز السادس عربياً والثاني سعودياً في قائمة أفضل 50 موقعاً باللغة العربية، وذلك وفقاً لتقرير صدر عن مركز searchforecast.com للأبحاث والمتخصص في تقويم المواقع على شبكة الإنترنت.
وعلى رغم التجارب التي خطتها هؤلاء النسوة في عالم الانترنت إلا ان أحد رؤساء التحرير يرى أن عليهن،”تطوير أنفسهن لمواكبة تحديات الصحافة الانترنتية”اذ أنها برأيه”دون المأمول”، وتتفق مع هذا الطرح صاحبة كتاب”شهرزاد في الصحافة السعودية”ومديرة تحرير مكتب سيدتي في الرياض هالة الناصر، التي ترى أن خوض تلك التجربة ما هو إلا خداع للذات،”لن أكون رئيسة في مكان خال أو لا يوجد به مرؤوسون، وان كانت الرئاسة استعراضاً فهي تجربة عقيمة، مؤكدة على النضال من أجل أخذ الحقوق،”حقي في الرئاسة ليس مطمعاً إنما هو استحقاق ونتاج خبرات طويلة، لذا استحق وضعاً مهنياً جيداً، تلك هي المنطلقات التي ينبغي ان ينطلقن من خلالها”.