جدة: أمال باسويد – مجلة هي – مارس 2008
ساهمت رانية سلامة في اقتحام المرأة السعودية مجال تقنية المعلومات في وقت مبكر من خلال افتتاح مؤسسة “عربيات الدولية لتقنية المعلومات” عام 2000، وتعتبر أول من قاد مشروعاً يتعلق بالنشر الالكتروني في وقت كانت المواقع العربية الالكترونية التي تهتم بترفيه الزائرين على شبكة الإنترنت بعيدة عن ثقافة الإعلام الصحافي والنشر الالكتروني، وهي نائبة رئيس لجنة تقنية المعلومات بالغرفة التجارية بجدة، وتسعى إلى تنفيذ مشروع يتخصص في التجارة الالكترونية، متوقعة أن يكون تحولاً كبيراً في مشوار حياتها.
متى بدأت العمل في مجال تقنية المعلومات والإنترنت؟
بدأت انطلاقتي العملية عام 2000م، عندما أنشأت مجلة إلكترونية ناطقة بالعربية وكانت الأولى من نوعها على المستويين المحلي والعربي، تجمع في هيئتها بين تقنيات النشر والعمل الصحفي. وتعتبر المجلة الإلكترونية عربيات أحد نماذج الخدمات التي تقدمها مؤسسة عربيات الدولية لتقنية المعلومات التي أترأسها.
وكيف شعرت بنجاح المشروع؟
توج مشروعي بالنجاح عندما حاز على عدد من شهادات التقدير المحلية باعتباره أول موقع عربي يدخل مفهوم الرعاية الإلكترونية للفعاليات والأنشطة الثقافية التي تقام في السعودية للاسهام في ابرازها على شبكة الإنترنت. بالإضافة إلى التقدير الدولي الذي حصل عليه الموقع بجائزة أفضل تصميم ومحتوى من رابطة مديري ومصممي المواقع الدولية الذهبية عام 2003م، وتم إدراجه في موسوعة “هوز هو” العالمية قبل عامين إلى جانب إدراجي ضمن قائمة الأسماء في موسوعة السير الذاتية للمحترفين والتي تحتفظ مكتبة الكونجرس الأمريكي بنسخة منها.
مالذي دفعك إلى إنشاء المشروع؟
عندما دخلت تقنية الإنترنت السعودية، ظلت المواقع العربية الموجودة تتأرجح بين المحادثة والمنتديات من دون وجود محتوى صحافي خاص لا يعتمد على النقل والاقتباس من المطبوعات. فاتجهت إلى تبني المشروع بشكل شخصي بعد فشل محاولات في إقناع الشركات القائمة آنذاك بجدوى الفكرة التي تتطلب استثماراً واختباراً لتوجهات جمهور الإنترنت في إطار مختلف عن السائد ومخالف للمفهوم الرائج بأن الانترنت للترفيه فقط.
وكيف اكتسبت الخبرة بمجال التقنية في ذلك الوقت؟
الخبرة التي اكتسبتها كانت من خلال تعاملي مع الإنترنت، وقد تبنيت المشروع في الوقت الذي لم تكن فيه آنذاك معاهد محلية للنساء تقدم دورات التصميم والبرمجة وإدارة السيرفرات، فاتجهت إلى المواقع الأجنبية التي تقدم دروس إلكترونية، واستعنت ببعض المختصين في هذا المجال، وبدأت أجري تجارب على عدد من البرامج لاكتساب خبرة تؤهلني على اختيار فريق العمل والبدء في المشروع الإلكتروني للمجلة.
كيف تقيمين الجودة التي تقدمها المشاريع النسائية بالنسبة لمجال التقنية، خاصة وإنها تواجه تحديات كبيرة على الصعيد المحلي والعالمي؟
أبرز ما يفتقده سوق تقنية المعلومات في السعودية و العالم العربي إلى حد كبير هو الجودة، فنحن بحاجة إلى دراسة سوق الشركات التي تعمل في مجال التصميم والبرمجة، فالدراسة سوف تكشف لنا عن العيوب والأخطاء التي تقع فيها هذه الشركات، فمع الأسف هناك مساحة واسعة من الضبابية تتيح لهذه الشركات أن تروج لخدماتها بأقل جودة ممكنة وأعلى تكاليف، وهي تراهن في تسويقها للخدمات التي تقدمها على جهل العميل.
وما النتيجة التي ظهرت لك بعد أن اكتشفت الضعف الذي يغزو سوق التقنية؟
عندما نتحدث عن جودة التصميم والبرمجة وخدمات الاستضافة فنحن نتحدث عن معايير عالمية يجب الالتزام بها ومراعاتها، وبتجاهلها فإن النتيجة تكون خسارة ملايين المواقع العربية المستثمرة من دون أن تحقق لأصحابها عائداً أو هدفاً.
ما المعيار الذي دفع مركز أبحاث عالمياً مثل “سيرتش فوركاست” إلى أن يصنف “عربيات” الإلكترونية في المرتبة السادسة عربياً؟
صنف شبكة عربيات في المرتبة الثانية على مستوى المواقع السعودية، والسادسة على مستوى المواقع العربية، وذلك لتوافق برامج إدارة المحتوى الصحافي والتفاعلي مع محركات البحث العالمية.
هل تعتبرين أن المرأة السعودية ساهمت بقوة في إثبات دورها في حركة الاقتصاد؟
المرأة السعودية أثبتت نفسها بكفاءتها وإرادتها وقدرتها على تحقيق النجاح، ولكن علينا أن نعترف بأن أغلب المؤسسات التجارية النسائية في المملكة هي مؤسسات صغيرة أو متوسطة، وبالتأكيد فإن وجودها يدعم الاقتصاد المحلي، وإن كانت تحتاج إلى المزيد من الوقت، كما تحتاج التشريعات والقوانين التي توفر لها فرص نمو ونجاح مكافئة لفرص الشركات السعودية المحلية التي يملكها ويديرها الرجل.
من خلال تجربتك، كيف وجدت المرأة السعودية في هذا المجال، وهل تحتاج خريجات الحاسب الآلي إلى دورات تدريبية لاكتساب الخبرة قبل العمل؟
المرأة السعودية لديها الرغبة في التعلم وتطوير مهاراتها بمجال تقنية المعلومات، وبالنسبة لطالبات الحاسب الآلي فقبل أن يصبحن خريجات أراهن بحاجة أثناء الدراسة إلى الممارسة العملية والتطبيقية. ومن وجهة نظري إذا احتاجت الخريجة إلى دورات بعد التخرج، فهذا يعكس ضعف البرامج التعليمية وافتقارها على الجانب التطبيقي، وعدم توافقها مع سوق العمل.
هل تعتبرين أن مجالك مضمون النجاح، كونه يختص بالتقنية التي يحتاجها العالم من حولنا؟
أؤمن بمستقبل مشاريع تقنية المعلومات، ولكن لايوجد نجاح مضمون لمجرد اقتحام مجال ما دون توافر عناصر ومقومات تدعم هذا النجاح واستمراريته، فتقنية المعلومات بفروعها المختلفة تعتبر من الأنشطة التجارية الحديثة، وحتى يتحقق النجاح لهذا القطاع لابد من توافر بعض العناصر، ومن أهمها وعي أفراد المجتمع وثقافتهم، وجودة الخدمات التي تقدمها الشركات، ووجود بيئة تنظيمية مناسبة، هذا الثلاثي يجب أن يسير في خطوط متوازية من التقدم، لأن تقاطعها ينعكس سلباً على نمو القطاع بصورة عامة.
عضوات مجلس إدارة الغرفة التجارية، ماذا قدمن لصغار المستثمرات السعوديات؟
بدأنا نلمس مؤخراً الدور الذي تقوم به عضوات مجلس إدارة غرفة جدة، فهناك ملفات عديدة أعادن فتحها ومتابعتها، منها ما يتعلق بالعقبات التي تواجه سيدة الأعمال كالوكيل الشرعي والأنشطة المسموح لها بمزاولتها وغير ذلك. ومن ناحية شخصية لمست ذلك الدور عندما شاركت في صياغة توصيات منتدى السيدة خديجة بنت خويلد لسيدات الأعمال، حيث كانت لدى العضوات بالغرفة التجارية رغبة جادة في الخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ ومصحوبة ببرامج للتفعيل. ومن جهة أخرى إن وجود المرأة في مجلس الإدارة بالغرفة التجارية كان وراء وجودي وغيري من النساء اليوم في اللجان القطاعية.
وماذا تقدمين من خلال دورك نائب لرئيس لجنة التقنية في الغرفة التجارية؟
كنائب لرئيس لجنة تقنية المعلومات يشغلني ملف مثلث، هو نجاح قطاع التقنية، والذي يتطلب برنامج عمل يستهدف وعي الأفراد والارتقاء بجودة الخدمات ومواكبة التشريعات والأنظمة لكل ذلك، فهذا المثلث لن يخدم فقط شركات القطاع الخاص ولكنه سيخدم كذلك مشاريع الحكومة الإلكترونية التي تتطلب وجود أفراد أكفاء.