طارق السعدي – صحيفة إيلاف الإلكترونية – 11 يونيو 2001م
تم تأسيس شبكة عربيات في شهر مارس عام 2000م حيث بدأت كأول مجلة عربية نسائية وإجتماعية تقدم محتوى خاص وتهدف “لإبراز الهوية العربية على الإنترنت”…بالإضافة للخدمات التفاعلية التي تتيج للزائر التواصل مع الشبكة… وبعض البرامج الخدمية والمسابقات الدورية… وفي المرحلة التالية بدأت بإصدار جريدة عربيات في مرحلتها التجريبية.
التقت ايلاف رئيسة تحرير مجلة عربيات ومؤسسة الموقع، فكان الحوار التالي:
– تجربتكم الشخصية مع التكنولوجيا الحديثة…كيف تعاملتم منذ بداياتكم الاولى مع الكمبيوتر والانترنت؟
ـ بدأت علاقتي بالإنترنت منذ 4 سنوات تقريباً بعد تخرجي من الجامعة وبالرغم من أن تخصصي الدراسي في الأدب الإنجليزي إلا أنني وجدت نفسي منجذبة نحو هذا العالم و اعتمدت في رحلتي الإنترنتية على البحث والقراءة والتجربة إلى أن تمكنت من إستيعاب طريقة عمل البرامج ووضع خطة العمل لإنشاء شبكة ومجلة عربيات.
– تستعملون الانترنت يوميا أكيد؟ المعدل؟ كيف تجدونه؟
– في بعض الأحيان أكون مضطرة للتواجد على الإنترنت 24 ساعة في يوم خاصة عندما نكون على وشك إصدار العدد الشهري للمجلة أو إطلاق خدمة جديدة ، وكذلك لأنني أحب الإشراف على كل شيء بدقة و البحث عن جديد الشبكة فأعتقد أن من يعمل في مجال الإنترنت يجب أن يكون متابعاً للمستجدات حتى لا يبقى في مكانه سر والإنترنت وبرامجها تتطور في كل لحظة وأتمنى أن لا نتخلف عن هذا التطور لنقدم شيء يستحق التصفح للمستخدم العربي…وبشكل عام في الظروف الطبيعية أقضي ما يقارب 10 ساعات يومياً.
– وماذا عن اصل الفكرة: موقع عربيات؟
– فكرة إنشاء شبكة عربيات بدأت كما ذكرت من بداية إنخراطي في عالم الإنترنت حيث كنت استخدم شبكة داخلية تضم مجموعة من الكتاب والأدباء فوجدت من خلالها عالم رائع لتحقيق حلمي الصحفي والكتابة الأدبية والنقاش المثمر… ومن ثم بدأت بدراساتي لما تفتقده الإنترنت العربية آنذاك ووجدت أنه لايوجد موقع متخصص يقدم مواد نسائية وإجتماعية بشخصية مستقلة وبعيدة عن النقل والإقتباس من المطبوعات…ومن هنا بدأت بمرحلة الإعداد والتنفيذ لمشروع إنشاء الشبكة ووضع خطة العمل واختيار الكوادر النسائية وتدريبها على العمل معي.وأصدرنا أول أعداد المجلة في شهر مارس 2000.
– ماقراءتكم الشخصية للحديث الدائر منذ مدة عن العولمة؟
– أعتقد أن مصطلح العولمة بدأ يفقد معناه لكثرة إقحامنا له في كل مجال…فإن كانت العولمة تعني مواكبة تطور العصر والتعامل مع معطياته فأهلاً بها … أما إن كانت تتعارض مع مفاهيم الدين والقيم فنحن في غنى عنها وبإمكاننا أن نفرض ثقافتنا الخاصة والمتطورة على العالم لتكون هي السائدة ولسنا بحاجة دائماً لإستهلاك الثقافات الأخرى بلا تفكير بعذر أنها السائدة لدى الغرب.
– ماهي المراحل التي قطعها الموقع ؟ وما مقدار ايمانكم بضرورة ركوب نساءالعالم العربي والاسلامي لموجة الحداثة الرقمية؟
– بفضل الله أعتقد أننا قطعنا شوط كبير وحققنا أهدافنا في وقت قياسي تجاوز ما كنا نفترضه في دراساتنا لنمو الشبكة…فعلى سبيل المثال على مدار عام ونصف تمكنا من المحافظة على شخصية المجلة المستقلة وتقديم المواد المتميزة إخراجاً ومحتوى…وكذلك تمكنا من استقطاب عدد من الأقلام الرائدة وإستضافة رموز عربية لم يسبق لها التواجد على الإنترنت…واستثمرنا جميع الإمكانيات التي توفرها الإنترنت لنشر تغطيات خاصة قبل صدورها في أي مطبوعة عربية منها تغطيتنا لحفل تكريم البروفيسور سميرة إسلام أول امرأة سعودية وعربية ومسلمة تحصل على جائزة المرأة والعلوم من اليونسكو حيث قمنا بتغطية الحدث من قاعة الإحتفالات بدبي إلى الإنترنت في خلال نصف ساعة وهذا مثال لما توفره الإنترنت من سرعة نقل الخبر والأحداث قياساً بغيرها من وسائل الإعلام التي تتطلب مرور المواد بمراحل عديدة حتى تصل للمتلقي….
بالنسبة للمرأة العربية أعتقد أن المجال خصب لتواجدها وتميزها فالإنترنت فتحت نافذة جديدة لعمل المرأة بما فيها ربة المنزل التي لا تجد وقت كافي للخروج للعمل أصبح بإمكانها أن تعمل من منزلها في أوقات فراغها أو على الأقل تنمي ثقافتها وتستفيد من الشبكة….وبالفعل هناك تفاعل كبير من المرأة العربية ورغبة بالعطاء في هذا المجال.
– مالقيمة المضافة التي جنيتموها من جراء ارتباطكن بالويب؟
-أعتقد أن حياتي تغيرت 180 درجة نحو الأفضل فالإنسان عندما يعمل في مجال جديد ويجني ثمرة عمله يشعر بقيمة كبيرة تنعكس عليه بشكل إيجابي….كما أن المعرفة التي أكتسبها بحد ذاتها تعد قيمة كبيرة فأنا في كل يوم أتعلم شيء جديد ومعين الإنترنت لا ينضب لمن يبحث عن الإستفادة الحقيقية بدلاً عن إهدار الوقت.
– مارايكم حول تجربة بعض المواقع النسائية العربية على الانترنت؟
– في الواقع هناك بعض التجارب الشخصية لمحاولة تقديم شيء ولكن ينقصها الكثير من الدراسة فالمشكلة ليست في إنشاء موقع وتسميته بشبكة نسائية بل الأهم هو التركيز على المحتوى والهدف لتصل بموقعك إلى عقل المتصفح وتجعله يواظب على متابعتك…وعلى كل حال أتمنى أن يتزايد عدد المواقع النسائية فهذا بحد ذاته يعتبر ظاهرة صحية …فالمحاولة شرف …. والمنافسة شيء مطلوب للتطوير وفي النهاية الفائدة يجنيها المتصفح والتقييم يبقى له.
– هل ترون للانترنت العربي هوية أو غدا؟
– نعم،أعتقد أن الإنترنت العربي سيكون له مستقبل مشرق وسيبرز هويتنا الخاصة وتواجدنا بشكل أكبر من وسائل الإعلام الأخرى…إلى جانب ذلك في المستقبل لن نتمكن من الفصل بين الإعلام المرئي والمقروء والإنترنتي ذلك أن التقنيات الحديثة ستجمع كل ذلك في بوتقة واحدة وسيكون هناك تكامل لتأدية هدف واحد.
– ما هي المواقع التي اثارت اهتمامكم في الانترنت العربي والعالمي؟
– من الصعب تحديد مواقع بالإسم فهناك الكثير وبشكل عام كل موقع نشيط له فكرة متميزة ويواكب الأحداث ويقدم معلومات مفيدة أعتبره موقع جيد أسعى للإستفادة منه وحفظه في مفضلتي.
سيرة مختصرة:
الإسم : رانية سليمان سلامة
المؤهل : بكالوريوس أدب إنجليزي
صاحبة ومؤسسة شبكة عربيات ورئيسة تحرير المجلة