مجلة الرجل – حوار: يوسف الحمادي – يونيو 2011
من الواقع الافتراضي اختارت أن تكون بدايتها، لتأسيس كيان واجه تحديات عدة، استطاعت تخطيها بلغة التحدي والإصرار، لتكون إحدى رائدات جيلها، حيث أن نجاحها في إنشاء مجلة “عربيات” الإلكترونية ومؤسسة عربيات الدولية لتقنية المعلومات، قادها لأن تكون رئيسة لجنة شابات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، ونائب رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات في الغرفة ذاتها.
رانية سلامة، سيدة الأعمال السعودية، ورئيسة مؤسسة “عربيات الدولية لتقنية المعلومات”، وعضو فريق الخبراء والمستشارين في اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني التابعة لمجلس وزراء الإعلام العرب، تعرفت على الإنترنت قبل دخولها إلى بلادها من باب الفضول والاستكشاف، لكن الأمر لم يقف على الفضول والمعرفة فقط، بل تعدى إلى ما وراء ذلك بالمشاركة في الصناعة الجديدة لتكون ضمن الصف الأول من المطورين لهذه التقنية فيما يخص المحتوى العربي.
وفي حوار مع “الرجل” اعتبرت رانية سلامة أن الرجل في حياتها هو الأب الذي تؤمن بأنه “ألف باء” الحياة، في حين أنها لاتعتبر نفسها من أنصار نظرية “وراء كل رجل عظيم امرأة”، أو العكس.
• خلال المراحل المبكرة من حياتك، هل كنتي تعتقدين أن تكوني من ضمن شابات الأعمال في مجتمعك؟ وماذا كان طموحك آن ذاك؟
لا، في الواقع لم أكن أخطط لذلك، ومع الأسف لم تكن رؤيتي واضحة منذ وقت مبكر فقد تخرجت من القسم العلمي بالمدرسة ووضعت قسم الحاسب الآلي كخيار أول في قائمة الإختيارات للالتحاق بالجامعة، ولكن ظهرت النتيجة التي تشير إلى قبولي في قسم الاقتصاد المنزلي الذي لم يكن ضمن الاختيارات أساساً!، وعندما علمت أن السبب غلطة كمبيوتر آثرت أن أتلافى أخطاء أخرى والتحق بدراسة الأدب الإنجليزي كوني كنت أحب القراءة والكتابة، ولعل عدم وضوح الرؤية منذ وقت مبكر يعتبر من المشاكل التي واجهت جيلي بأكمله، حيث تجد أن أغلبنا يعمل في مجال يختلف عن مجال دراسته.
• بعد تحصلك على درجة البكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز، خضت العمل التجاري مباشرة بتأسيسك عربيات الدولية لتقنية المعلومات، متى بدأتي التفكير في إنشاء هذه المؤسسة؟
تعرفت على الإنترنت قبل دخولها إلى المملكة من باب الفضول والاستكشاف، فوجدت أنني تدريجياً أكتشف نفسي، فمن جهة أتقنت استخدام الحاسب الآلي الذي كنت أنوي دراسته، ومن جهة أخرى وظفت هواية القراءة والكتابة والنقاش، لكن بدأت ألمس مشكلة عدم وجود محتوى عربي، ومع دخول الإنترنت إلى المملكة في عام 1999م اقترحت على عدد من الجهات الاستثمار في المحتوى الإلكتروني من خلال إنشاء مجلة إلكترونية بمحتوى خاص وفريق تحرير، لكن الفكرة كانت مستحيلة بالنسبة لهم، لأنها تبدو كمشروع تجاري غير مجد مع قلة عدد المشتركين وعدم وجود ميزانيات لدى الشركات للإعلان على الإنترنت، فوجدت نفسي أمام تحدي أن أتنبى فكرة أؤمن بها، وأردت أن تبدأ بشكل مؤسسي حتى تستمر، فاستخرجت التراخيص اللازمة ومنحت لنفسي عاماً لخوض تجربة التعليم الذاتي من خلال الإنترنت للإلمام بمباديء التصميم والبرمجة والتحرير حتى أتمكن من الإشراف على تنفيذ المشروع واختيار فريق العمل، وبالفعل انطلق العدد الأول من مجلة عربيات مطلع عام 2000م، قبل أن تتحول المؤسسة بعد ذلك إلى نشاط تقنية المعلومات لتقديم خدمات تطوير المواقع والبوابات الإلكترونية.
• هل من صعوبات واجهتك خلال إنشاء المؤسسة؟
العقبة الأولى كانت في التراخيص، حيث لم يكن هناك آنذاك تراخيص لممارسة أنشطة متعلقة بتطوير مواقع الإنترنت أو النشر الإلكتروني، فحصلت على ترخيص للتجارة العامة والتسويق، أما بقية الصعوبات من عدم إقتناع الآخرين بجدوى الفكرة وعدم وجود مؤشرات واضحة لمستقبلها فكانت بالنسبة لي محفزات على خوض العمل في مجال جديد مادمت أؤمن به وأبذل الجهد لإستيعابه وأجد نفسي في ممارسته.
• كيف تم انتخابك رئيسة للجنة شابات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية بجدة؟
بدأت علاقتي باللجان القطاعية في غرفة جدة عام 2006م مع دخول سيدات الأعمال لمجلس إدارة الغرفة للمرة الأولى تم توسيع نطاق مشاركة المرأة وتلقيت أولاً الدعوة من الأستاذة مضاوي الحسون لخوض تجربة الإنتخابات في لجنة تقنية المعلومات، وكانت التجربة الإنتخابية الأولى لي حيث تم انتخابي كنائب للرئيس في الدورة الماضية والتي انضممت خلالها كذلك لعضوية لجنة شباب الأعمال. أما في هذه الدورة ومع ازدياد عدد سيدات الأعمال، شاركت مجدداً في انتخابات لجنة الإتصالات وتقنية المعلومات واحتفظت بمقعدي كنائب للرئيس بتصويت الأغلبية من الأعضاء، وخضت كذلك الإنتخابات في لجنة شابات الأعمال التي استحدثت للمرة الأولى وحصلت بفضل الله خلالها على أصوات العضوات بالرغم من أن المنافسة كانت شديدة.
• شاركت في الكثير من اللقاءات والمؤتمرات والمنتديات مثل اللقاء الوطني السابع للحوار الفكري” وملتقى “سعوديات الغد”، ومعرض شباب الأعمال” وغيرها كثير، ماذا تقدم مثل هذه المناسبات لشخصية المرأة؟ وأنت ماذا أضافت لك؟
أضافت لي شرف المشاركة في مرحلة رسخت شراكة المرأة للرجل في مجتمع الأعمال والإعلام والتنمية الوطنية بشكل عام. أما ماذا أضفت فقد يكون من الصعب أن أقيم ذلك لكنني كنت أهدف في بعض المشاركات خصوصاً في السنوات الأولى من العمل إلى نشر ثقافة الإنترنت على مستوى الأفراد أو الشركات، ثم بعد اكتساب المزيد من الخبرة والتجربة اتجه تركيزي إلى مناقشة المشاكل التي تواجه الاستثمار في هذا المجال وضرورة التوعية بالحقوق ومراجعة أو استحداث التشريعات اللازمة ليتسع نطاق الاستثمار، هذا بالإضافة للمشاركات التي تستعرض التجربة التي مررت بها للمقبلات على خوض العمل في نفس المجال.
• صفي لنا جدولك اليومي؟ وماذا تعملين في الوقت الحالي؟
لايوجد يوم يشبه الآخر في حياتي، فديناميكية الإنترنت تنعكس على طبيعة العمل، لكن في الغالب يبدأ بتصفح البريد الإلكتروني والأخبار من خلال الإنترنت، والجزء الأكبر من يومي يمضي في متابعة مشاريع المؤسسة والإجتماع بالعملاء والتواصل مع فريق العمل في جدة أو خارجها، مع أوقات مستقطعة “تختطفني” أحياناً من أجواء العمل لمتابعة مشاريع اللجان. الثابت هو أنني أمنح لنفسي يومياً ولو ساعة لمتابعة آخر المستجدات والتطورات على التقنيات التي نستخدمها في تنفيذ المشاريع، فتقنية المعلومات تشبه كثيراً الطب من حيث الحاجة إلى تحديث معلوماتك ومتابعة المستجدات بصفة دائمة إن لم تكن يومية.
• من خلال مسيرتك ماهو دور الرجل في حياتك؟
الرجل في حياتي هو الأب الذي أؤمن بأنه (ألف باء) الحياة، فمنه تعملت أبجديات التعامل مع الآخرين والقيم الأخلاقية التي تضبط الممارسات وتجعل على رأس قائمة أولويات الإنسان أن يكسب إحترام الآخرين قبل أن يفكر في تحقيق المكاسب المادية، وهو الرجل ذاته -يرحمه الله- الذي منحني ثقة لامحدودة أجبرتني دائماً على أن أتحمل المسؤولية، فلقد كان يؤمن كثيراً بالمرأة وآرائها وقدرتها على التقييم بشكل عام، وبابنته بشكل خاص، فلم يقف في طريق رغبتي بخوض التجارب، وكوني الإبنة الصغرى بفارق عمر كبير عن إخوتي تفهم استقلاليتي منذ وقت مبكر، بل وربما منذ المرحلة الإبتدائية عندما كان يستجيب لرغبتي بأن أتحمل مسؤولية الاستذكار والنجاح وحدي، بينما كانت أمي تحمل القلق من أن أفشل، ولم يكن كذلك يلجأ إلى أسلوب التوجيه المباشر بقدر ما كان يشاركني حتى في تفاصيل عمله ويسمح لي بفتح حقيبته عندما يعود من العمل لأعبث فيها قبل أن أخطف الصحف دونما خشية من أنني قد أسيء التصرف لصغر سني أو ضعف إدراكي، فكان من الطبيعي أن تنعكس هذه الثقة على حياتي وتصرفاتي تلقائياً وأتعلم معنى المسؤولية بالإحتكاك والممارسة.
• برأيك، كيف للرجل أن يلعب دوراً أساسياً في نجاح المرأة؟
لست من أنصار نظرية “وراء كل رجل عظيم إمرأة” أو العكس، فالنجاح لا يجب أن يرتبط بالضرورة بدعم طرف آخر، بقدر ما يعتمد في المقام الأول على إصرار وعزيمة واجتهاد صاحبه، من جهة أخرى الأدوار ومساحتها تكتسب بحسب طبيعية العلاقة ومدى التفاهم والتفهم والاحترام والثقة المتبادلة، فلايمكن للرجل أو المرأة تحديد الدور المطلوب ممارسته، لكن مع الحرص على أن تكون العلاقة صحية ومتوازنة بشكل عام، وبوجود لغة حوار مشتركة أعتقد أن الاستقرار النفسي يساعد على الإنجاز.
• ماهو أصعب قرار إتخذته في حياتك؟ وهل كان للرجل دور في مساعدتك على اتخاذه؟
إتخاذ القرار بالنسبة لي بشكل عام أمر صعب ويحتاج إلى تفكير عميق لمعرفة السلبيات والإيجابيات، والقرار الأصعب لم أتخذه حتى الآن، بالرغم من أنني أقف في مواجهته منذ إنطلاق عملي إلى اليوم، وهو التوسع السريع من خلال عقد شراكات معينة في الوقت الذي أؤمن فيه بالنمو التدريجي والاستمتاع بكل مرحلة مهما كان ذلك مرهقاً، ولا أتوقع أن التركيز في اتخاذ مثل هذا القرار سيعتمد عن جنس الأشخاص الذين استشيرهم بقدر ما يعتمد على مدى اقتناعي بوجهة النظر.
• ما هي الرسالة التي حملها مؤلفك كتاب (دار الحنان)؟
الكتاب يوثق لمرحلة مهمة في تاريخ تعليم البنات في المملكة، حيث كانت (دار الحنان) أول مدرسة نظامية لتعليم البنات، وبذلت الأميرة عفت الثنيان حرم الملك فيصل –يرحمهما الله- مجهودات كبيرة لإقناع المجتمع بأهمية تعليم البنات وترسيخ هذا المفهوم بشكل متطور، وكوني من خريجات هذه المدرسة حرصت على أن أعكس التجربة وأسقطها على الواقع الذي ما زال يشهد الجدل حول جدوى إدخال بعض الأنشطة اللامنهجية والتربوية والرياضية إلى مدارس البنات، بينما نجحت (دار الحنان) منذ نصف قرن من الزمان في إدخال الأنشطة الكشفية والرياضية والمسرحية والبحثية إلى المجتمع المدرسي فخرجت أغلب الرموز النسائية التي نعرفها اليوم في مختلف المجالات وهي مؤهلة لخوض مختلف التجارب بنجاح.
• هواياتك المفضلة؟
عملي هو هوايتي التي أمارسها في ساعات العمل وأشتاق إليها في وقت الفراغ فأكمل ممارستها. أما العمل الاجتماعي والتطوعي فقد أصبح جزء من حياتي والتزام لا يختلف كثيراً عن إلتزامي بعملي الخاص ولا أتعامل مع هذا الأمر أبداً كتمضية لوقت الفراغ الذي لا أعترف به.
ماذا يعني لك الآتي:
1- النجاح.
ـ بداية أخشاها أكثر مما أخشى من الفشل، لأنها تعني الانطلاق إلى مرحلة جديدة، تتطلب بذل مجهود مضاعف.
2- التخطيط.
ـ سر النجاح، ولا أجيده عندما يتعلق الأمر بإدارة الوقت.
3- روح الفريق.
ـ الوقود المحرك للإنجاز.
4- التطوير.
ـ عجلة الاستمرار.
5- التميز.
ـ ضالة الباحث عن تسجيل بصمة.
6- الإبداع.
ـ أسلوب تفكير وموهبة وإمكانيات أغبط من يملكها.
7- الهدف.
ـ احدى نقاط المرور التي نستهدفها لنصل إلى ما يليها.